يتخيل البعض أن اقتراب اندلاع حرب مباشرة بين إيران وإسرائيل أصبح قريبًا، بينما يبدو أن هذا السيناريو بعيد عن الواقع؛ فلو كانت هناك لدى إيران نية حقيقية للدخول في مواجهة عسكرية مع إسرائيل، لحدث ذلك إثر حادثة اغتيال أمين عام حركة حماس إسماعيل هنية على أراضيها التي تمثل أكبر استفزاز، وتستدعي ردًا مباشرًا، وليس مصرع حسن نصر الله.  

لكن على العكس من ذلك، نجد أن إيران تضحي بوكلائها واحدًا تلو الآخر من أجل الحفاظ على نظامها وتعزيز نفوذها، وتفضل الرد من خلال وكلائها وأدواتها في المنطقة، "كالحوثي والحشد"، وليس عبر مواجهة مباشرة كما يعتقد البعض.

كلما سقط أحد أتباع إيران، تتردد تصريحات مفادها أن الرد سيكون في "الوقت المناسب"، وفي الوقت نفسه، نرى الأحداث تؤشر إلى أن إيران تقلل من وجودها العسكري على الحدود مع إسرائيل، لتعززه في شبه الجزيرة العربية.

النظام الإيراني لن يغامر بوجوده أو بمشروع "نظام الملالي" مهما كانت التحديات. لذا؛ نقول للمغيبين عن الواقع: لا توجد حرب حقيقية بين إيران وإسرائيل، فكلٌّ منهما يعتمد على الآخر لتغذية نفوذه وتوسعه في المنطقة.  

من يظن أن إيران ستواجه إسرائيل بشكل مباشر، فعليه أن يتوجه إلى طهران ويطلق الصواريخ من هناك وسيكتشف سريعًا أن إيران لن تسمح بذلك، بل ستقضي على أي فصيل يتبنى هذا النهج.

والسؤال للمخدوعين بشعارات "تحرير القدس" والمقاومة ضد إسرائيل: ماذا تنتظرون من أدلة إضافية لتدركوا أنكم مجرد أدوات في لعبة أكبر يقودها المشروع "الإيرانصهيوني" لتدمير المنطقة؟!.. يا هؤلاء: لا يوجد وضع أكثر ضعفًا وانهيارًا مما تعيشه الأمة العربية اليوم، بسبب أدوات إيران، فمن هو المستفيد الأكبر من هذا الانهيار والهوان إن لم تكن إيران وإسرائيل؟!

لا تخدعوا أنفسكم أو الآخرين بالزعم أنكم أصبحتم أكثر قوة وأنكم تواجهون إسرائيل مباشرة، فإسرائيل لم تتجرأ على التوسع والتمدد والتمادي في قتل الأبرياء في فلسطين وغيرها في المنطقة، إلا بعد القضاء على الأنظمة العربية السابقة، التي كانت تواجهها، وبقيت إيران وأدواتها  تطعن فيهم وتستهدفهم وتتهمهم بالعمالة.

ها هي إيران تقدم أتباعها كقرابين لإسرائيل، الواحد تلو الآخر، من أجل بقاء النظام وتعزيز نفوذه. وفي المقابل، تُظهر إسرائيل نفسها كقوة لا تُقهر. 

بالمختصر: بات من الواضح أن إيران تنفذ المخططات الإسرائيلية في المنطقة، وما يحدث بينهما ليس صراعًا حقيقيًا، بل تعاون خفي يهدف إلى تحقيق مصالحهما على حساب الأمة العربية.

أخبار من القسم

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية