26 سبتمبر كابوس يصيب الحوثي بحالة هستيرية
عدائية مطلقة علنية تفرض سلطتها على السلوك الحوثي هذه الأيام، وحقد جنوني بارز تجاه ثورة 26 سبتمبر، التي غدت كابوساً مرعباً يهز كيانه ويمزق سلطته؛ اسمها.. فكرتها.. يومها.. أعلَامها.. حب الناس لها.. صورتها المبجلة في الأفئدة والأذهان، رمزيتها الوطنية في حياة اليمنيين، الكتابة عنها، استحضار أمجادها، كل هذه الملامح السبتمبرية المتدفقة كالسيل في مناطق سيطرته ولدت إحساساً دونياً واستصغاراً ذاتياً لدى الحوثي، أفقدته توازنه، وحولته إلى كلب مسعور يطاردها في الأزقة والشوارع والمنازل، في المدن والأرياف كأنها متهم فر من سجنه.
حالة تأهب قصوى وجاهزية مليشاوية متوحشة، انتشار أمني مكثف، استعدادات صارمة دفع بها الحوثي لخوض معركة شرسة ضد المدنيين والناشطين والكُتاب والصحفيين والقيادات الحزبية والشخصيات الاجتماعية بتهمة نوايا الاحتفال بعيد سبتمبر.. اختطاف للمشايخ، واعتقال للكُتاب، ومداهمة منازل الناشطين، وإخفاء كل من تسول له نفسه رفع العَلم الجمهوري أو يخطر في باله شيء يمت بصلة للثورة المجيدة.
أيام بائسة يعيشها الحوثي وشقاء نفسي يفتك به، معاناة جسيمة تجثم على نفسه وتهدد جبروته، تشعره بالتقزم والضحالة والاندثار، عقد كامل يهذي ويثرثر ويقمع ويسيطر وما زال منبوذاً، فشلت كل محاولته في إثناء الناس عن فهم مصيرهم وتبجيل إرادتهم وتعظيم مصدر عزتهم وكرامتهم.
تَعمد تغيير المناهج، وشطب 26 سبتمبر من قائمة الأعياد الوطنية، واختلق مناسبات وأعياداً مبتدعة.. عمل على تهويل إحياء المولد النبوي لنسيان سبتمبر وتهميشه، أصدر أوامر المنع الصارمة والتحذيرات القاسية منذ بداية شهر سبتمبر، محاولًا حجب شمس الثورة التي أشرق نورها ستة عقود جمهورية، وتغلغل بريقها في جينات وجذور كل يمني حر.. أبعد كل ذلك تأتي ساعيًا بهستيرية وحماقة فجة لانتزاع نبضها عنوة من الأرواح وطمس نفحاتها من الأوجه وإزالة مآثرها ودلالاتها من الأزمنة والأمكنة والوجدانات اليمنية؟!
تخوضُ صراعاً مع ذاتك كسلطة انقلابية، وتعاني من انفصام سياسي في نهجك، تذرعتَ بتسمية يوم إسقاطك صنعاء ثورة وأنت تعلم أنها نكبة، ووقعت في الفخ بين نارين: الحكم باسم الجمهورية والإبقاء على العلم الوطني والنشيد الجمهوري، أو الإعلان عن عودة الإمامة واستئناف الملكية وتغيير النشيد والعلم والملامح الجمهورية شكلاً وموضوعاً.
لكن نوازعك الإمامية تسيطر عليك وعُقدك السلالية تنخر صورة سلطتك، تمارس الإمامية الكهنوتية بكل تجلياتها ومساوئها، وتدعي انتماءك لليمن ولنظامها الجمهوري، إلا أنك تتعرى وتنكشف وتظهر عليك علامات الارتجاف والرهبة.
وحين تسلط مليشياتك لاختطاف كل سبتمبري واعتقال كل جمهوري، وتنصب العداء لـ26 سبتمبر، فأنت إمامي كهنوتي عدو لكل يمني، ومتورد سلالي فارسي، تطمح لإحلال فكرك الطائفي بديلاً عن ثوابتنا الوطنية ومبادئنا الجمهورية.
هل بمقدورك الانتصار على عشرين مليون يمني تحت قبضتك يلهجون بسبتمبر ليل نهار؟! ستزج بهم في السجون، ستنشئ محاكم تفتيش وتفتتح مختبرات جينية لتحليل دمائهم واكتشاف أنهم جمهوريون أو إماميون، ستستعبدهم بجبروتك، وتحاول خداعهم بالدين والتشيع، غير أنك ستفشل.
أنت معاق ذهنياً، عندك هوس هستيري، ستظل ثورة 26 شبحاً يعذبك وسبباً يعجل حتفك مهما طال الزمن أو قصر يا حوثي.