تقرير| إيران لم تترك شيئًا لمتاجرة ذراعها "الحوثية" بالدم الفلسطيني
لم يعد شيء غامض في الصراع الجاري في الملاحة الدولية، وتحديدًا البحر الأحمر، بعد التصريح غير المسبوق لقائد الحرس الثوري الإيراني، الذي جاء بما لم يكن يشتهيه قادة ذراعه في اليمن (مليشيا الحوثي الإرهابية).
قائد الحرس الثوري الإيراني وضع النقاط على الحروف كاشفًا ما وراء استهداف سفن الشحن التجارية في البحر الأحمر من قِبل مليشياته في اليمن، حيث لا علاقة لما يحدث بحرب غزة.
وبصريح العبارة، جاء تصريح وزير الدفاع الإيراني مؤكدًا أن استهداف سفن الشحن التجارية سابق لحرب غزة بست سنوات، وأنها امتداد لما أسماه حرب السفن بين بلاده من جهة وواشنطن وحليفتها إسرائيل من جهة أخرى، على خلفية منع الأخيرة تصدير النفط الإيراني.
التصريح غير المسبوق لقائد الحرس الثوري الإيراني يكشف بجلاء حجم المتاجرة من قِبل مليشيا الحوثي الإيرانية في اليمن بالدم الفلسطيني واستغلال مأساة الشعب الفلسطيني لتحشيد مقاتلين في حربها أولًا ضد الشعب اليمني وثانيًا لتنفيذ أجندة طهران في الملاحة الدولية.
يقول قائد الحرس الثوري الإيراني: "مررنا بوضع صعب، وهاجمونا بشكل غامضٍ ومبهم خلال ست سنوات".
على مدى ست سنوات، خاض الجانبان حربًا كانت ساحتها البحرين: الأحمر والمتوسط، قبل أن يتوافقا على وقف خوض المعركة المباشرة، وتُغير طهران استراتيجية المواجهة وتبحث عن بلدان عربية أخرى تخوض عبرها المواجهة للدفاع عن مصالحها.
يضيف "سلامي"، قائد الحرس الثوري الإيراني، وهو يزور ما يسمى مقر "خاتم الأنبياء للبناء" الذراع الاقتصادية للحرس الثوري، إنهم- واشنطن وإسرائيل- استهدفوا أربع عشرة سفينة إيرانية في البحرين الأحمر والمتوسط.
بحثت إسرائيل عن منع تصدير النفط الإيراني، ونفذت الهجمات بشكل غامض ومبهم كما يشير المسؤول العسكري الإيراني، مؤكدًا أن بلاده بدورها استهدفت اثنتي عشرة سفينة إسرائيلية في البحرين المتوسط والأحمر.
وصف سلامي، بحسب وكالة تسنيم الإيرانية، المعركة تلك بالصعبة للغاية. صعوبةٌ، عانت منها طهران كثيرًا، ولم تكشف عنها إلا في الأثناء بعد أن غيرت استراتيجية المعركة.
ومعظم السفن الإيرانية المستهدفة كانت متجهة إلى سوريا خلال المواجهة التي بلغت ذروتها عام ألفين وعشرين، إذ وصل عدد السفن حينذاك إلى ست على الأقل، كما تقول صحيفة وول ستريت جورنال في تقرير سابقٍ لها، مشيرة إلى أن السفن كانت محملة بالنفط والأسلحة، واستخدمت إسرائيل فيها ألغامًا بحرية وأسلحة متنوعة كالطائرات المسيّرة على سبيل المثال لا الحصر.
ومن بين هذه السفن المستهدفة، سفينة الحاويات "شهر كارد"، والسفينة الاستخباراتية "سافيز"، وناقلة النفط "ويزدوو".
وضعت فاتورة الخسائر طهران عند مفترق طرق، وفقًا لقائد الحرس الثوري، وكان عليها أن تخلق ردعًا لهذه التهديدات. ردعٌ خلص إلى تكليف مليشيا الحوثي بمهاجمة السفن، ونقل المعركة من طهران إلى اليمن، للنجاة من الخسائر. وعليه؛ استثمرت إيران في ذات المليشيا طوال السنوات الماضية، وزودتها بكافة الأسلحة، من أجل خوض المعركة بدلًا عنها، حتى آخر مرتزق في اليمن، وتدمير كل شيء في البلاد.