المخفيون قسراً في سجون الحوثي.. ملف مثقل بالجرائم والقصص المأساوية
خلفت جريمة الإخفاء القسري في السجون المتعددة لمليشيا الحوثي الإرهابية، وبالأخص في سجن السلالي المدعو "عبدالقادر المرتضى" بمعسكر الأمن المركزي في صنعاء، جرائم ومآسي إنسانية واجتماعية كبرى ومدمرة.
واحدة من مآسي الحرب المنسية تتمثل في المخفيين قسراً الذين تم أسرهم في معركة وادي جبارة، كنا نسمع منهم عن تجارب وقصص مأساوية مؤلمة عاشوها ويعيشونها داخل هذا السجن العبثي.. على مدى سنوات لم يعرفوا عن مصير أهاليهم شيئاً، وصل اليأس بالأهل إلى درجة أن قاموا بتزويج زوجات بعض هؤلاء المختطفين وتقسيم أموالهم على الورثة بعد أن أُقيمت لهم مراسم عزاء على اعتبار أنهم قد استشهدوا.
ولم يعرفوا ذلك إلا بعد مرور سنة أو أكثر بعدما سمحت لهم المليشيات بالتواصل مع أسرهم أو عند الإفراج عنهم أو عبر بعض رفاقهم المحررين، الذين أبلغوا أسرهم أنهم مازالوا على قيد الحياة.
تسببت هذه الحوادث بمعاناة نفسية كبيرة لهم فوق ما يعانونه داخل زنازين سجن عبدالقادر المرتضى، من تعذيب وحرمان ومعاملة قاسية وبشعة؛ فهذا السجن عبارة عن قبو من دخل إليه لا يُسمح بزيارته نهائياً.. نحن- الصحفيين- بقينا فيه من أكتوبر 2020 إلى تاريخ تحريرنا في أبريل 2023، دون أن يُسمح لنا بزيارة واحدة.
ملف المخفيين قسراً- للأسف الشديد- مهمل، ولم يُسلط الضوء على جريمة الإخفاء القسري الحوثي باعتبارها أبرز وأبشع الجرائم ضد الإنسانية وأخطرها على الإنسان؛ هناك قصص إنسانية مأساوية مظلمة يشيب لها الولدان، عن ممارسات مليشيا الحوثي الإيرانية جريمة الإخفاء القسري والزج باليمنيين في سجونها لتدميرهم وتدمير أسرهم بشكل منهجي ومتعمد متوارث عن أجدادهم السلاليين.
وما الاستيلاء على أعمال وأموال المخفيين، والتدمير والإضرار بالحياة الأسرية لأبناء وزوجات المخفيين قسراً، أو الضغط على بعضهن وأسرهن لرفع دعاوى "خلع" في محاكم المليشيات إلا قطرة من بحر جرائم الإرهابي المدعو "عبدالملك الحوثي" وجماعته بحق المخفيين قسراً.
يجب محاسبة مرتكبي جرائم الإخفاء القسري، بما يحقق العدالة ويمنع تكرار الجرائم، وهذا يتطلب تحركاً دولياً ووطنياً قوياً يحاسبهم ويجبرهم على الإفراج عن جميع المخفيين قسراً وعلى رأسهم السياسي محمد قحطان.. ويسمح بالاتصال والزيارة والعلاج وغيرها من الحقوق الأساسية لكافة الأسرى والمختطفين والمخفيين والأسرى في سجون مليشيات الحوثي، وخصوصاً في سجن المدعو "المرتضى"، حيث يُقدر عدد الأسرى والمختطفين في سجنه بـ3000.
*صحفي مفرج عنه من سجون مليشيا الحوثي الإرهابية