تُعد منهجية التجويع إحدى أبرز استراتيجيات جماعة الحوثي، وتتجلى هذه المنهجية في جميع ممارساتها بهدف مركزي يتمثل في التحكم في مصائر الناس وإجبارهم على الولاء المطلق. 


تعتمد الجماعة على قطع منافذ الرزق، بحيث لا يبقى إلا منفذ واحد يمر عبر أجهزتها وتحكمها المباشر، ما يضمن تحقيق أغراضها المزدوجة المتمثلة في الإثراء الذاتي وتمويل قدراتها العسكرية، إلى جانب ابتزاز الناس وتحشيدهم لخدمة أهدافها.

تظهر هذه المنهجية بشكل واضح في سياسات سرقة الإيرادات، وفرض الجبايات غير القانونية، ومنع التبرعات الإنسانية، وسرقة المساعدات الدولية، لتكشف بوضوح عن عدم اهتمام الجماعة بمعاناة المواطنين، ولتصبح هذه الممارسات ظاهرة يومية في المناطق الخاضعة لسيطرتها. 
الحوثيون باعتبارهم التجلي الأوقح للإمامة، ومن خلال تركيزهم على تحقيق أهدافهم الذاتية، يثبتون عدم قدرتهم على التحول إلى دولة حقيقية تهتم بمصالح الشعب وتعمل على رفاهيته، أو تحقق الحد الأدنى من وظيفة الدولة، وسيجد القارئ لتاريخ المشروع العنصري الكهنوتي أن هذا الأمر يشكل القاسم المشترك لحكم الكهنة في اللحظات التاريخية التي استطاعوا أن يصلوا فيها إلى الحكم ثم يفشل المشروع في الاستمرار.

الجماعة الحوثية لا تشعر بالانتماء لليمن واليمنيين، وتنظر إلى اليمنيين كأدوات لخدمة مشروعها السلالي، هذا الانفصال العاطفي، جنبًا إلى جنب مع أيديولوجيتها المتعصبة، يجعلها ترى في اليمنيين شعبًا لا يستحق المساعدة أو الإنقاذ، وهو شعور ليس جديداً، بل جزء من تاريخ الجماعة في استخدام التجويع كسلاح لمحاربة كل ما يعزز من استقلالية اليمنيين ويضعف من قبضة الجماعة على المجتمع.
عدم تجاوب الحوثيين مع المبادرات الإنسانية يعكس جوهر هذه الجماعة، التي سطت على الأموال والمساعدات، وجعلت من التجويع أداة رئيسية للسيطرة. وقد بلغ بهم الأمر حد سرقة الغذاء من أفواه الفقراء، مما يكشف بوضوح أن منهجية التجويع ليست مجرد عرض جانبي، بل هي المحور الذي يغلف جميع ممارساتهم في مختلف جوانب الحياة. #يمنعون_الماعون

أخبار من القسم

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية