قدمت المليشيا الحوثية تسهيلات جمة لتنظيم القاعدة، أطلقت سراح عناصرها المحتجزين في سجون صنعاء من قبل، وزودتهم بدعم مادي ومعنوي وأعادتهم إلى جغرافيا نشاطهم الإرهابي في مناطق الجنوب، عقدت صفقات معهم، وتبادلوا بعض العناصر، الاتفاق على تنفيذ عمليات هجومية لأفراد وقيادات ومعسكرات في مناطق الشرعية.

ولعل أبرز وجوه التخادم بينهما أن عناصر القاعدة تفر إلى مناطق الحوثي في البيضاء مثلاً كلما ضُيق عليها في الجنوب، ومن ثم تتسلل ثانية لاستئناف عملياتها، هذا التكتيك منحها فرصة ذهبية للكر والفر، أصبح لها ظهر تلجأ إليه كلما استنفر الجيش في ملاحقتها.

ومما يؤكد التخادم القائم بين الطرفين خلو المناطق الحوثية من أي نشاط إرهابي، بل امتد التقارب بينهما إلى مشاركة عناصر من التنظيم في جبهات الحوثي بصورة مضمرة طالما كان الهدف استهداف وحدات الجيش أو منشآت الدولة أو اغتيال قيادات عسكرية أو مدنية مستهدفة في قائمة الطرفين.

لا يستبعد أن بعض العمليات الهجومية الإرهابية التي حدثت في الجنوب، ونُفذت بطائرات مسيرة أو بصواريخ ناجمة بفعل تزويد الحوثي لعناصر القاعدة بآليات التنفيذ عن بُعد، لأن القاعدة لا يمتلك تلك المعدات العسكرية، ولذا فإن الناظر لمعضلة القاعدة وقراءة مسيرته خلال عقد يؤكد تخادمه مع الحوثي ودعمه اللوجستي له، ولتجفيف منابع هذا التنظيم يجب قطع السبل بين وجهي الإرهاب هذا يقلص النطاق الجغرافي والامتداد الزمني لإجرام الإرهاب وتهديداته للشرعية اليمنية.

أخبار من القسم

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية