حكومة انقلابية جديدة بصبغة خمينية سلالية
في كل خطوة تقدم عليها المليشيات الحوثية، تتعرى أكثر وتزداد فضيحتها، وتنكشف طموحاتها والمصير المخيف الذي تقود اليمن إليه بدون تردد.
حكومة انقلابية سلالية بحتة أُطلق عليها من باب الزيف والتدليس "حكومة التغيير والبناء"، أيّ تغيير يقصدون؟! تعيين عشرين سلالياً في عشرين حقيبة وزارية، وتعيين (زنبيلين) في وزارتين من باب الاحتقار، وتقليص الوزارات للحد الأدنى الذي يتلاءم مع منظور هذه العصابة لمفهوم الدولة، حذف لوزارات هامة كالتعليم العالي والبحث العلمي، التي نسفت المليشيات كل مؤسساتها وانتهكت حرماتها ونهبت أراضيها وعطلت أعمالها وحولتها إلى زرائب تعج بالشعارات وصور القتلى وتقام فيها احتفالات الولاية والغدير ومختلف الطقوس الطائفية فحسب؛ أما التعليم الأكاديمي فقد هجرها منذ وطأت أقدام السلاليين قداستها ودنستها أفكارهم.
وهذا يعني أن المليشيات الحوثية مصرة على إثبات خمينيتها، وتكريس تبعية القطيع، استنساخ حد التشابه، وانسلاخ حد الابتذال، من عمالة وارتزاق إلى تطابق وخنوع، وتقليد وخضوع، في الفكر والمنهج والسلوك والغايات والهوية والكيان، فقد تجلَّى اكتمال التطابق، وطفحت موجة التوافق، مع تشكيل هذه الحكومة الجديدة بهوية خمينية، تشابه في المظهر، وترسيخ في الجوهر، كأنما هي فرع مطور.
نفور من اليمن كانتماء، ومن الجمهورية كغطاء، ومن الدستور اليمني كمرجع، مضي وإصرار في طريق العداء للداخل والخارج.
اقتلاع لجذور ثورة سبتمبر الخالدة، وعودة شمولية لحضن الإمامة، وإحياء لنهجها والعمامة، وتطييف عام للأرض والإنسان، حكومة تنتمي للسلالة، متدربة على طريق الضلالة، وتتبع جغرافياً كهف صعدة، مهما تغير أفرادها لكنها متفننة في إتقان دور العصابة لا رجال الدولة.
عقد من تعطيل المصالح والخدمات، ونهب للثروات، وجني للإتاوات، وسيطرة على المؤسسات، وانقطاع للمرتبات، فلا خير جاء منها ولا آت.. قمع لليمنيين وهتك لليمنيات، دون رحمة أو استثناءات.
هذا هو تاريخ الحوثية، وقد أتمت عقدها الأول، حولت صنعاء إلى حوزة إيرانية وثكنة عسكرية تهدد الإقليم والمنطقة، سلبت اليمنيين حريتهم، وامتصت قوتهم ودماءهم، وأغرقت في مستنقع الحرب والضياع وطنهم، ملأت السجون بأخيارهم والمقابر بأشبالهم وشردت أحرارهم، ونسفت قيمهم ومبادئهم.
شعب بائس تائه جائع يفتقر لأدنى مقومات الحياة، وعصابة سلالية تتحكم بمصيره وتغامر به في نزوات كهنة طهران وعداءاتهم العبثية المفتعلة ومشاريعهم التدميرية في المنطقة.
هذه الفئة السلالية ماضية في تسيير المناطق الخاضعة لسيطرتها بعقلية عصابة منتقمة جاهلة هدامة لكل أثر ينتمي للجمهورية وللدولة. ولذا؛ فسكوت المجتمع عن إجرامها هذا واستهتارها بمعيشته ومصالحه، يدفعها للتمادي في قهره وقمعه وانتشال وجوده وإلغاء يمنيته بكل السبل المتاحة والممكنة.
وللعلم، فإن اختيار أعضاء هذه الحكومة جاء على خلفية الصراع القائم بين جناح محمد علي الحوثي وجناح أحمد حامد مدير مكتب المشاط، كل جناح يثبت وجوده واستحواذه في أكثر من صعيد وآخرها تشكيل الحكومة، والشعب وحده من سيدفع ثمن هذه الصراعات البينية السلالية.