إنجاز لطبية المقاومة الوطنية في حاضرة الحجرية
ثمة مشفى باه جداً بناه سعيد الزكري قبل هذه الفوضى، سماه باسم والدته (قبول) ثم أتت الحرب وظل مبنى فقط، والآن تكفل العميد طارق عبر الطبية بتنفيذه وتجهيزه بكل شيء لأجل الناس هناك.
ذهبنا لملامسة الاحتياجات والبدء بتنفيذ المشروع، وجلسنا ساعات إلهام مع الشيخ سعيد الزكري، قلت لنفسي حينها: من الغريب أن نكبر ونجهل قصص الإلهام هذه، مثل قصة الزكري، الفتى الذي غادر إلى عدن مشياً بداية الأربعينيات، بعمر العاشرة، وعاد من عدن إلى بلاده شاباً ثرياً متعلماً لديه سبع لغات من التواصل الشخصي مع الأجانب ومن امتهانه التجارة البسيطة؛ ليصبح مستشاراً اقتصادياً للحكومة اليابانية وعراب العلاقات اليمنية اليابانية بداية تأسيس الجمهورية وعلماً من أعلام اليمن في اليابان، قبل أن يعرف الياباني اسم اليمن!
سعيد الزكري، نسخة يمنية للعهد النبيل، كيف يبلغ اليمني عمر العشرين وقد صار سندباداً يجوب العالم، وكيف بعمر العاشرة يفكر أن يستقل ويفعل شيئاً ما ويغادر حضن أمه وأبيه، فذلك الجيل النبيل هو جيل الحقيقة اليمانية، نحن جيل هش لا نفعل أي شيء، جيلنا صغير، متكاسل، متواكل، ينتظر كل شيء يأتيه، ولا يطلب بجهده أي شيء.
شاركنا المقيل كهل يبلغ السبعين، اغترب هو أيضاً في جيبوتي لمدة طويلة، ٥٥ سنة كما أعتقد، عاد اليمن ويملك مصنع مياه، وهنا يجب أن نفكر بعصب وحياة هذه البلاد، الجيل الأول، كدحوا ولا زالوا وكوّنوا حركة اقتصادية للبلاد، فماذا فعلنا نحن، لا زلنا نعيش على مكابدتهم.
كنا على الغداء، في بيت الزكري، نتحدث عن كل شيء، سألني من أين أنت، مخلافي، من جبل حبشي أشرف المنش، ياسر المقبلي من المحويت، دماج من الضالع؟ الدكتور طارق وهو أس وأساس هذا الإنجاز أيضاً من البيضاء.. أكملت له نقطة مهمة، هذا التنوع هو المقاومة الوطنية، لا يمكن أن تجد جمعاً كبيراً وصغيراً دون أن تكون كل اليمن، وهذا هو إعجاز المقاومة الوطنية.. والآن قد جهز المشفى، كانت هناك لجنة قبول لمشفى قبول، تفاضل المتقدمين.. في قلب الحجرية.
هذه هي المقاومة الوطنية، تحضر في كل شيء، كل بلاد وريف، والقبول هو قبول، وقبول اسماً يجتبي البلاد كلها، ليرحم الله قبول فلولاها لما كان الإنجاز، هي جدة الشيخ ياسين الزكري، وتاريخه.