تزداد المخاوف من انتشار موجة أوبئة جديدة في محافظتي الحديدة وحجة، خاصة الكوليرا وحمى الضنك والملاريا، بعدما اجتاحت المحافظتين سيول جارفة نجمت عن منخفض جوي يومي الثلاثاء والأربعاء الماضي، خلّفت خسائر بشرية ومادية هائلة على امتداد السهل التهامي، وأدت إلى تشكل مستنقعات مائية توفر بيئة خصبة لتكاثر البعوض الناقل للأمراض.

ومنذ وقوع الكارثة حتى الآن، لا تزال الاستجابة الدولية لمساعدة المنكوبين ضعيفة للغاية، في ظل القيود التي تفرضها المليشيا الحوثية على نشاط المنظمات الإنسانية، ما حال دون قدرتها على الوصول إلى المتضررين وتقديم المساعدة الطارئة لهم.

وكانت مبادرات محلية سعت- بدعم تجار ورجال أعمال- للمساهمة في مساعدة المتضررين بعدما تخلى عنهم الجميع؛ لكنّ مليشيا الحوثي الإرهابية منعت أي نشاط إنساني يهدف لهذه الغاية، غير عابئة بآلاف العائلات الملقاة في العراء التي تواجه مصيرًا مأساويًا بعدما فقدت كل شيء من ممتلكات ومزارع ومنازل.

وقالت مصادر مطلعة لـ"2 ديسمبر"؛ إن المنظمات الإنسانية الدولية عجزت عن تنفيذ خطط طارئة في المناطق المنكوبة بالسيول؛ بسبب القيود التعسفية التي تفرضها مليشيا الحوثي.. مشيرة إلى أن الحوثيين تعهدوا بتقديم المساعدة للمتضررين، لكنهم- كعادتهم- خذلوهم وتركوهم يواجهون مصيرهم المفزع وحيدين، دون رحمة.

وكانت الحكومة المعترف بها، وجهت نداء للشركاء الإقليميين والدوليين للوقوف إلى جانبها في مساعدة المتضررين، غير أن الاستجابة الدولية بطيئة؛ نظرًا لـ"المخاوف الدولية من تعرض أي نشاط إغاثي لتعسفات وعمليات قمع حوثية، خاصة بعد حملة الاختطافات الحوثية ضد عمال الإغاثة، التي جعلت المنظمات تنأى بنفسها عن مثل هكذا أنشطة"، وفق ما أفاد مصدر إغاثي وكالة "2 ديسمبر".

وكانت إحصاءات رسمية أكدت وفاة وفقدان نحو 57 شخصًا جراء الكارثة التي أدت إلى محو قرى عن بكرة أبيها في بعض المديريات المتضررة، وجرفت مئات الهكتارات الزراعية، كما طمرت عشرات الآبار التي يعتمد عليها السكان في تأمين احتياجاتهم من المياه، فضلًا عن الأضرار البالغة في البنية التحتية، لا سيما شبكة النقل.

وقالت الوحدة التنفيذية لإدارة مخيمات النازحين؛ إن زهاء خمسة آلاف وستمائة أسرة في محافظتي حجة والحديدة، تضررت يومي 6 و8 أغسطس الجاري، بسبب السيول، من ضمنها 2073 أسرة تتوزع في 22 مخيمًا بمديرتي حيس والخوخة، و3500 أسرة في 61 تجمعًا للنازحين بمديريات ميدي وعبس وحرض وحيران في محافظة حجة.

وبالمقارنة، فقد كان الوضع بالنسبة للمتضررين في المناطق المحررة أفضل حالًا، بفضل التدخل الفوري للخلية الإنسانية للمقاومة الوطنية وفقًا لتوجيهات نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي طارق صالح، الأمر الذي ساهم في رفد المتضررين بالاحتياجات الطارئة مع بدء العمل على حصر الأضرار ومباشرة إصلاحها لاستعادة الحياة في المناطق المنكوبة.

أخبار من القسم

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية