الغلط الذي ارتكبه الشعب بحق صالح يتم تكراره، اليوم، بحق أحمد علي.
كان الشعب يرى من صالح رجلاً خارقاً يستطيع أن يقاتل وحده كل السلالة، يستطيع أن يواجه لوحده، أن يغني بنفسه عن الرجال والمقاتلين، وأن يهديهم النصر إلى بيوتهم!
وفجأة، استشهد صالح وحيداً إلا من ثلة شجعان في بيته، وصُدم الناس بالحقيقة؛ أن لا قائد ولا زعيم ولا أحد يستطيع أن يفعل شيئاً بدون الناس.. وهذا ما يكرره الناس حالياً مع أحمد علي عبدالله صالح.
تصريح أحمد علي اليوم حصيف جداً، كان الناس ينتظرون أن يخرج قائلاً وهو بمسكنه في دبي: سأقاتل وسأفعل وسأهزم الكهنة، كيت وكيت!
لا، ولذا كتبت أنا يوم إلغاء العقوبات: لا تحولوه إلى رجل خارق ولا تحرقوه، هو الآن مجرد شخص، لتوه غادر العقوبات، لا منصب ولا جيش ولا مكانة أو مكان إلا حب الناس له، وما يفيد حب الناس بالمعارك الكبيرة؟! هل حب الناس يحميك وينفعك ويقاتل معك؟!
الجهد المبذول من عائلة صالح في الساحل الغربي، وهناك قائد يتحدث باسم المعركة الوطنية، يقاتل، وخلفه الشجعان من كل البلاد، ومعه رجالات النضال اليماني، وهذا الجهد بُني بكد ومكابدة لسبع سنوات كاملات، دم ودمع، ولم يأتِ هذا الإنجاز من صُدفة ولا من العدم؛ بل من التعب والمشقة، ومن السرديات المستحيلة، والعظيمة.
ماذا تريدون من أحمد علي أن يفعل؟! هل خُيل إليكم أنه يستطيع بكلمة إنهاء كل هذا العبث وأن يعيد الجيش الذي انتهى، وأن يلغي كل هذه الحروب، وكل الجغرافيا الجديدة؟! ما بوسعه أن يفعل؟! أن يصدق المفسبكين وأن يخرج بخطاب يلغي كل الذي حوله؟! ماذا أردتم أن يقول؟! أن يعلن انقلاباً ويقود جيوشاً يضعها في جيوبه؟! بالله عليكم، أهكذا تفكرون؟!