تحليل إخباري| وفد حوثي بين يدي "بزيشكيان" لتجديد الولاء والطاعة
ليست ميولاً من دون مدلول ولا هي مصادفة أن يكون وكلاء إيران في اليمن "مليشيا الحوثي" سبّاقين دائماً -أكثر من غيرهم من أدوات طهران في المنطقة- لتجديد الولاء والطاعة، مع صعود أي رئيس جديد إلى كرسي الرئاسة في إيران، فهي -مليشيا الحوثي- وأن كانت الأرخص لكنها المستجد بين أوراق طهران التي تناور بها خارج حدودها
في أغسطس 2021م، كان الرئيس الإيراني السابق إبراهيم رئيسي -الذي لقي مصرعه في مايو الماضي نتيجة حادث سقوط مروحية كان يستقلها- يستهل مشواره الرئاسي باستقبال وفد من مليشيا الحوثي، وكان ذاك أول لقاء لإبراهيم رئيسي بعد تقلده منصب الرئاسة.
المشهد ذاته يتكرر اليوم، مع خلف رئيسي، مسعود بزشكيان، وهو يستقبل نفس الوجوه الحوثية التي استقبلها رئيسي قبله، ما يعطي دلالات واضحة على مستوى التبعية الحوثية لنظام الملالي، إلى درجة أن المليشيا تحرص ألا يسبقها أحد من وكلاء إيران الآخرين لتقديم الولاء في بيت الطاعة الأم.
ومن المهم الإشارة إلى مستوى التمايز بين أذرع إيران في المنطقة، هنالك مستويات متعددة تتعامل بها إيران مع أدواتها، ولا شك أن حزب الله صاحب المكانة الأعلى لدى نظام الملالي، يليه الحشد الشعبي في العراق ومليشياتها في سوريا بينما تتذيل المليشيا الحوثية الترتيب في سُلّم المكانة، الجماعة نفسها التي وصفها مسؤول سابق في إيران بـ"أقزام وشيعة شوارع".
تحاول مليشيا الحوثي، وهو تؤدي واجب الطاعة بكل ارتهان حجز مكانة متقدمة والحصول على أفضلية عن بقية الأدوات الإيرانية الأخرى؛ لكن ورغم هذا الابتذال الواضح ما تزال إيران تنظر إليها كأداة رخيصة يمكن استخدامها كيفما شاءت ومتى شاءت دون أن تخشى على مصيرها ومستقبلها، بخلاف حزب الله الذي تحرص على إبقائه دائماً في الصدارة، وفي معزل عن الأخطار المحدقة.
كان احتمال المواجهة الشاملة بين حزب الله والاحتلال الإسرائيلي يتصدر الاحتمالات الأخرى وكان الاحتمال نفسه في حجم الوارد بتقدير الكثير من الخبراء والمحللين، لتغيير المعادلة ولتوفير الحماية لأقدم وكلائها، قررت إيران الدفع بذراعها في اليمن "مليشيا الحوثي" ككبش فداء لحماية ذراعها المفضل، لهذا كانت الهجمات الحوثية بالصواريخ البالستية والطيران المسير على سفن الشحن التجارية في البحر الأحمر وخليج عدن ثم تبني هجوم بطائرة مسيرة على الأراضي المحتلة هشمت زجاج نافذة منزل عجوز ودفع ثمنه لاحقاً اليمنيون جراء العدوان الإسرائيلي على ميناء الحديدة.
اندفاع الحوثيين بهذا المستوى من الإسفاف، السباق المستمر لتجديد الولاء، التسليم الكامل لإيران وتنفيذ توجيهاتها بحذافيرها، وتسخير مصالح الشعب اليمني في خدمة الأهداف والطموحات الإيرانية؛ كلها أدلة تظهر سعي الحوثيين للظفر برضى إيران، وإدراكهم أنهم يتذيلون قائمة الأفضلية في المنظور الإيراني بين الوكلاء المخلصين.