فاجعة مروعة هزت محافظة عمران، واليمن عامة، أمس الجمعة، حيث ارتكبت مليشيا الحوثي الإرهابية مجزرة بشعة راح ضحيتها خمسة مدنيين، بينهم امرأة، وأُصيب ثمانية آخرون؛ خلال اقتحام المليشيا لمسجد "منجزة" في قرية "الذيبة" بمديرية "صوير".


وبحسب مصادر محلية وحقوقية وشهود عيان، فُتحت نيران المليشيا الحوثية على المصلين والمسعفين دون رحمة، ما أدى إلى مقتل مواطن" حمود ابو سعيد " و امرأة تُدعى "سبأ باقي " وإصابة ثلاث أُخَر.

وظهرت في الجريمة أبعاد أكثر بشاعة عندما منعت المليشيا الحوثية إسعاف الضحايا وأطلقت النار على كل من حاول الاقتراب منهم، كاشفة عن نزعتها الإرهابية في القتل وسفك الدماء بكل وضوح وعلانية.

ولم تُخفِ الجريمة النوايا الخبيثة للحوثيين؛ ففي ظل استهدافهم للمدنيين في كل مكان، لم تسلم حتى المساجد من إرهابهم، حيث دأبت المليشيا على انتهاك حرمة المقدسات واستخدامها لأغراض طائفية أو عسكرية، وصولًا إلى سفك دماء المصلين فيها.

وتُؤكد هذه الجريمة- مجددًا- عدم اختلاف مليشيا الحوثي عن أي جماعة إرهابية أخرى مثل داعش والقاعدة والاحتلال الإسرائيلي؛ فخلال سبع سنوات من انقلابهم على الدولة، وثقت التقارير الحقوقية ارتكاب الحوثيين لأكثر من 3 آلاف و370 انتهاكًا ضد المساجد ودور العبادة في مختلف المحافظات اليمنية.

وفي محاولة مكشوفة للتغطية على جريمتهم البشعة، سعت مليشيا الحوثي، عبر ناشطيها، إلى تكذيب رواية المجزرة وتبريرها زاعمين أن الجريمة ناتجة عن قيام مسلحين قبَليين بإطلاق النار عشوائيًا أثناء تنفيذ المليشيا حملة أمنية لاختطاف أحد المواطنين أثناء وجوده في المسجد، بينما لا تزال ملتزمة الصمت رسميًا فيما يبدو أنه تفرغٌ لتجهيز روايتها حول الجريمة التي لا يُستبعد أن تحيلها إلى "تصرف فردي" كعادتها.

وتتنافى رواية ناشطي المليشيا بشكل صارخ مع شهادة مصادر محلية أكدت أن الحادثة وقعت داخل مسجد "منجزة" أثناء تواجد المصلين فيه، وأن النساء اللواتي سقطن ضحايا في المجزرة هرعن إلى موقع الجريمة بعد سماع أصوات إطلاق النار في محاولة لإسعاف ذويهن، إلا أن مليشيا الحوثي فتحت النار عليهن بشكل مباشر.

ودفعت المليشيا الحوثية بأكثر من 30 طقمًا مسلحًا محمّلة بمئات العناصر التابعة لها إلى المنطقة المستهدفة، حيث قامت بنشرهم في محيط القرية ومداخلها وفرض حصار على السكان؛ وذلك في محاولة للتصدي لحالة الاحتقان الناجم عن هذه الجريمة الوحشية.

الحكومة، وعلى لسان وزير الإعلام معمر الإرياني، اعتبرت الجريمة لا تقل فظاعة عن جرائم الاحتلال الإسرائيلي بحق الفلسطينيين في قطاع غزة، و"تجسد وحشية المليشيا الحوثية وهمجيتها، وتلذذها بسفك دماء اليمنيين واسترخاصها لأرواحهم، امتدادًا لمسلسل الفظائع التي ترتكبها بشكل يومي وطالت النساء والأطفال في مختلف المناطق الخاضعة بالقوة لسيطرتها".

وتناغمت مواقف المنظمات الحقوقية والإنسانية مع موقف الحكومة؛ إذ أدانت الشبكة اليمنية للحقوق والحريات الجريمة بشدة، واعتبرتها دليلًا قاطعًا على طبيعة الحوثيين الإرهابية وسلوكهم الفاجر في التنكيل وقتل اليمنيين، وازدرائهم واستحقارهم لمساجد المسلمين وانتهاك حرمتها وقدسيتها.

أخبار من القسم

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية