من الأمل إلى الألم.. رحلة "وزيرة" مع الإرهاب الحوثي (قصة خبرية)
تركت مليشيا الحوثي الإرهابية ندوبًا عميقة في نفس المواطنة "وزيرة" وأبنائها، منذ أن اختطفت وقتلت زوجها، الذي ودع الحياة تحت التعذيب في سجون الحوثيين بصنعاء، تاركًا وراءه أرملة وأربعة أطفال يعانون من ويلات الفقدان والقسوة.
تعود قصة وزيرة، وهي امرأة تكابد آلامها القاسية رفقة أبنائها، إلى نهاية عام 2015 عندما كان زوجها عائدًا من إجازته في المملكة العربية السعودية ومعه عائلته.
وفي نقطة تفتيش حوثية في منطقة هجدة بمحافظة تعز، اعترض عناصر المليشيا الإرهابية سيارتهم، واعتقلوا الزوج، واستولوا على سيارته وجميع ما كان بحوزته من أموال ومقتنيات، إضافة إلى ذهب زوجته.
نقلت المليشيا الحوثية الزوج إلى سجن الأمن السياسي في العاصمة المختطفة صنعاء؛ لتبدأ فصول العذاب في الأقبية المظلمة على يد جلادين لا يعرفون معنى للإنسانية، بينما ظلت تدفع وزيرة ما تبقى من أموالها في محاولة لإخلاء سبيله من بين أيدي خاطفيه.
لم تثمر محاولات وزيرة في تخليص زوجها القابع خلف القضبان، ففي كل مرة كان يتم اتهامه بكونه "داعشيًا" و"متخابرًا مع العدوان"، وهي التهم الجاهزة التي تسقطها مليشيا الحوثي على من تختطفهم دون مسوغ ولا مبرر، سوى الإرهاب الذي يحرك المليشيا ويدفعها لممارسة هذه الجرائم والانتهاكات.
وفي النهاية، بعد سبعة أشهر، سلمت المليشيا جثة الزوج لوزيرة، وآثار التعذيب شاهدة على فظاعة الجُرم، حسب صور الجثة وشهادة عائلته؛ لتتحول حياة الزوجة المكلومة إلى جحيم من الألم والمعاناة.
أصبحت وزيرة من حينها المعيل الوحيد لأربعة أطفال، تواجه صعوبات جمّة في توفير احتياجاتهم اليومية؛ من إيجار ومصاريف تعليم ومتطلبات الحياة الأساسية.
وهذه القصة واحدة من رواية طويلة تحوي آلاف القصص المأساوية ليمنيين تحت طائلة الانتهاكات الجسيمة التي ترتكبها المليشيا الحوثية الإرهابية، مخلفة جروحًا عميقة لا تندمل في نفوس آلاف العائلات التي واجهت، وما زالت تواجه موجة القمع والترهيب والاضطهاد الحوثي.