نبيل الصوفي يكتب: ولماذا قاتلتم الناس وولاءاتهم إذن؟!
هذه الخطاب المتسامح- خداعًا وكذبًا- تجاه فكرة الولاية، وإعادة محاولة تمريرها باعتبارها فكرة تنظيمية للمرجعيات، وكل مجتمع له مرجعيته، يستدعي محاكمتك يا "عبدالملك" أنت وكل قاتل في جماعتك؛ إذ إنكم لم تتركوا الناس في ولاءاتهم الدينية والوطنية.
كانت هناك مجموعة وليها ومرجعها الشيخ مقبل بن هادي الوادعي، فمولتكم إيران لإحراق مقرهم وقتالهم، وكان لنا وليّ اسمه صندوق الانتخابات، يُجرِّم تحقير المذاهب والأديان، ويلزمنا بالتعايش والاحترام وكلّ يؤمن بمعتقده ويعمل له خارج دار السلطة والحكم.
فجرتم منازل مُوالي المجتمع، وأحرقتم دور علمهم.
تتهجمون على كل مرجعيات الأمة، وهي ولايات للناس حسب حديثك هنا، أيها الأرعن.
حتى من يؤمنون بالغدير ويكفرون بك- أيتها البقرة المقدسة لدى الحرس الثوري- فأنت وعصابتك تعاقبهم؛ هناك زيدية يتعرضون اليوم لأنواع التنكيل داخل صعدة وعمران وصنعاء.
لم تقف دولة الجمهورية ضد تفسيرات الغدير، قالت للناس آمنوا بما تشاؤون، ومن كان يرفض احتفالات الغدير هم أصحاب ولايات مرجعية لا تقر بمرجعيات تفاسيركم.
الدولة الجمهورية لم تعاقب أحدًا على معتقداته ومذهبه، أما أنتم- أيها الجائحة الخمينية التي تقتل كي تحكم، وتتسلط بخلفية عقدية مذهبية طائفية- فأسقطتم الدولة وحولتم الشمال إلى معسكر مذهبي طائفي قبيح، في مقدمة لصراعات لن تنتهي حتى بعد سقوطكم.
لا نفرق بين أحد من رسله، سبحانه، التزامًا بأمره القرآني.. ولا نفرق بين أحد من صحابته، رضي الله عنهم ورضوا عنه، نوالي صحابته وخلفاءه؛ أبا بكر وعمر وعثمان وعلي.. ونلتزم بطاعة النظام والقانون حيث ثَمّ شرع الله لحماية مصالح عباده.
ننشد جمهورية تترك شؤون الدين للمرجعيات المتعددة، وهي تتولى واجبها الأقدس في إطعام الناس من جوع وتأمينهم من خوف، وحمايتهم من طغيان بعضهم على بعض.
أما سلطتكم التي تقطع المرتبات، فلا أسهل عندها من سفك الدم وانتهاك العرض ونهب الحقوق، وتسخّر الدولة فقط للترويج الأحادي الذي لا يهمنا صوابه من خطئه؛ عادي يمكنكم الاعتقاد بما تشاؤون.. لكن تلك جرائم؛ حين تتحول هي السلطة والحكم بالدم والعمالة لخيار مذهبي سيسقط في بلاده بعد أن يسقط كل بلداننا.