الكوليرا تكشر أنيابها وتجتاح قريتنا في وصاب السافل، فمنذ الصباح حتى الآن، خمس حالات (إسهال مائي حاد وطرش وهبوط وصل في بعضها إلى عدم القدرة على الكلام).. الأهالي يطحنهم الفقر إلى درجة العجز عن إسعاف الحالات إلى المركز، فيكتفون بإرسال أحدهم ليحضر ما تيسر من دواء من المركز الأقرب في المعشار في العزلة المجاورة، بعد أن يوفروا قيمتها بصعوبة لا يتصورها المتخمون... مع العلم أنك تحتاج لكي تأخذ سيارة إنجيز إلى مركز الثلوث ما يقارب 10 آلاف ريال! فتخيل أنك تسعف الحالة الأولى وقبل أن تعود تكون بحاجة إلى إسعاف الأخرى!!

الإخوة في المركز الطبي في المعشار، في العزلة المجاورة لعزلتنا، يبذلون جهدهم رغم الإمكانيات الشحيحة جدًا.

السلطات الصحية في المديرية غائبة تمامًا، وعلمت، من مصادر طبية خاصة أن التوجيهات تقضي بمنع تنفيذ أي حملات أو أنشطة لمساعدة المواطنين على مكافحة المرض، بل وتم منع إزعاج السلطات حتى بالإبلاغ عن الحالات المصابة، بدعوى أنها مجرد إصابة بإسهالات بسيطة ويمكن علاجها بسهولة، ويجب التعامل معها كما تم التعامل مع كورونا من قبل؟!

في السنوات الماضية، على الأقل كانت تُنفذ حملات لتوزيع الأدوية ومحاليل الإراوء، ومغذيات للمصابين، وأدوات التنظيف، وتقوم فرق برش مبيدات للحشرات الناقلة للأمراض، بمجرد الإبلاغ عن وجود حالة في منطقة ما؟! أما الآن فحتى على الصابون لا أخلو من الحسد.

وأتمنى أن تقرأوا هذا المنشور بصمت حتى لا تزعجوا السلطات!

*من صفحته في الفيسبوك

أخبار من القسم

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية