دلالات سباق قيادات الحوثي لتعزية خامنئي شخصيا بمقتل الرئيس الإيراني
باعتبارها فصيلا من فصائل مايسمى فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني من الطبيعي أن يخيم الحزن والأسى على مليشيا الحوثي الإرهابية، وأن تبعث برقية عزاء ومواساة لقائدها الحاكم الفعلي في إيران علي خامنئي بمقتل الرئيس "إبراهيم رئيسي" ووزير خارجيته حسين أمير عبداللهيان والوفد المرافق لهما في تحطم طائرة كانت تقلهم.
ولكن من غير الطبيعي أن تتسابق قيادات المليشيا في برقيات التعازي من عبدالملك الحوثي إلى ضيف الله الشامي وحسين العزي مرورا بمحمد علي الحوثي ومحمد عبد السلام فليته وجميعهم حرصوا على توجيه التعازي إلى خامنئي شخصيا.
كما تسابقوا جميعهم في اختيار اجزل الكلام واجذل المعاني في مديح القتيل "رئيسي" ووصفه بأنه مثال يحتذى، متناسبة تاريخه الدموي بداية بدماء الجنود العراقيين الأسرى في حرب الثمانينيات وصولا إلى دوره الدموي في مقتل الآلاف من العراقيين عقب الغزو الأمريكي الإيراني المشترك للعراق، مرورا بأحكام الإعدام التي أصدرها بحق المعارضين الإيرانيين عندما كان في السلطة القضائية حتى بات يعرف بين أبناء وطنه ب"قاضي الإعدامات"، وهو ما يجسد انسلاخ قيادات مليشيا الحوثي التام عن العروبة وأنها - مليشيا الحوثي- نبتة شيطانية لملالي طهران في اليمن كما هو حال حزب الله الإيراني في لبنان والحشد الشيعي في العراق والمليشيات المماثلة في سوريا.
حرص محمد علي الحوثي وكذلك محمد عبدالسلام فليته على ان يبعث كل منهما برقية عزاء باسمه وتوجيهها إلى خامنئي شخصيا يشكل عدم احترام لمن يفترض أنه قائدهم "عبدالمللك الحوثي" إن لم يكن الأمر سباق لتقديم الولاءات لنيل الحضوة عند سادتهم تجسيدا لصراع الأجنحة بالفعل داخل المليشيا.