محمد أنعم يكتب لـ" 2ديسمبر": 19 أبريل انطلاقة متجددة لمشروع وطني يتجاوز التحديات
انطلقت في يوم الـ19 من أبريل عام 2018م الرصاصة الأولى للمقاومة الوطنية من الساحل الغربي ضد مليشيات الحوثي.. طلقة جمهورية تعبّر عن ضمير الشعب اليمني ووجدان الأمة، ولاح درب الحركة الوطنية من فوهات بنادق حراس الجمهورية بقيادة العميد طارق صالح والذين يحملون مشاعل ونور ثورة 26 سبتمبر و14 أكتوبر والـ2 من ديسمبر، ويعيدون الآمال لشعب توالت عليه المؤامرات وكاد اليأس والإحباط أن يفتك به وهو يشاهد مكاسب الثورة والجمهورية تتوارى، ورموز الوطن تستهدف، ومؤسسات الدولة تُختطف، والعاصمة صنعاء تسقط بيد مليشيات الحوثي المدعومة إيرانيًا..
جاءت طلقة 19 أبريل لتعطي زخمًا جديدًا لمعركة الأمة ضد التمدد الفارسي في دول المنطقة، ففي بضعة أشهر استطاع منتسبو المقاومة الوطنية أن يسطروا ملاحم بطولية لفتت أنظار العالم والخبراء العسكريين إليهم، والذين ذهلوا جميعًا أمام هذه القوة التي تُعيد صياغة التاريخ، وبما تمتلكه من عقيدة قتالية وفنون قتالية حديثة وبالمستوى العالي من الإعداد والجاهزية، التي تؤهلها لخوض وحسم معركة الشعب اليمني والأمة، وهزيمة مليشيات الحوثي والقضاء على التمدد الإيراني في اليمن والمنطقة..
وفي غضون أشهر من المعارك الضارية التي خاضتها المقاومة الوطنية، وما حققته من انتصارات عسكرية ومعها رفاق السلاح من القوات المشتركة، الذين ألحقوا هزيمة نكراء بمليشيات الحوثي، تابع العالم لأول مرة تهاوي المخطط الإيراني بتحرير الساحل ومعظم مدينة الحديدة. وتحققت هذه الانتصارات في اشهر قليلة، بل إن جروح القائد العميد طارق صالح الناجمه عن إصابته بثورة 2 ديسمبر لم تندمل بعد.
إن إحياء الذكرى السادسة لانطلاقة المقاومة الوطنية تُعد مناسبة لتأكيد أن المقاومة استطاعت، برغم ما تعرضت له من طعنة غادرة في اتفاق ستوكهولم، أن تعيد ترتيب صفوفها وأولوياتها في مختلف جبهات النضال والمضي لحمل رايات معركة استعادة العاصمة صنعاء سلمًا أو حربًا، انطلاقًا من إيمانها بأن هذه المعركة وطنية وقومية وحسمها من الثوابت التي أكدت عليها الثورة اليمنية.
إن أهمية المقاومة الوطنية تزداد اليوم أمام التداعيات التي تشهدها اليمن والمنطقة، فبفضل قوات حراس الجمهورية وتضحياتهم تم إجهاض الأطماع الفارسية، وإلا لكان الحرس الثوري الإيراني يصطادون الجمبري في باب المندب وأصبحت إيران تفرض حصارًا مطبقًا على دول المنطقة والعالم، وصار مستقبل حركة التجارة العالمية ومصالح الشعوب في كف عفريت.
إن قيادة المقاومة الوطنية تمضي بثقة لتحقيق الأهداف التي يتطلع إليها شعبنا وضحى من أجلها الشهداء الأبرار وفي مقدمتهم الزعيم والأمين، وتعمل من أجل بلوغ هذه الغاية ليل نهار، وتمتلك إرادة قوية لتجاوز الصعوبات والتحديات بعد أن أفشلت كل المؤامرات التي حاكتها ضدها مليشيات الحوثي طوال السنوات الماضية.
لقد أصبح اليوم العميد طارق صالح قائدًا وطنيًا يراهن على قيادته الشجاعة وحنكته العسكرية ورؤاه السياسية الثاقبة وإدارته لهذه المعركة الوطنية بدراية ووعي وإدراك لأبعاد كل تفاصيلها؛ لحسم هذه المعركة الوطنية.. ومهما توهم البعض أن هذه القوة الوطنية الضاربة يمكن أن تترهل أو تحبطها الهُدن ويهز من معنوياتها توقف الجبهات، فهم- الواهمون- لا يدركون قداسة القضية الوطنية التي يؤمن بها حراس الجمهورية
منذ البدايات الأولى للمواجهات في قلب العاصمة صنعاء دفاعًا عن الجمهورية والديمقراطية عندما كان العدو يطوقهم من كل مكان، فما بالكم اليوم وعدن وكل جنوبنا الغالي والساحل وكل مدن قرى اليمن أصبحت السند والمدد للمقاومة الوطنية ومكتبها السياسي ويرى الجميع بأنها المارد الجمهوري الذي سيضع نهاية لإرهاب واستبداد مليشيات الحوثي.