فضيحتان حوثيتان فادحتان: جامع الصالح وطباعة العملة
تاريخ ملطخ بالخزي، وسيرة متخمة بالانحطاط، وتوجه مسربل بالسقوط ويوميات مفضوحة بالعدائية والقبح، حالات غير متوقعة من التهاوي تبدع المليشيات الحوثية في تصديرها يوماً بعد آخر على مسامع اليمنيين حد صدمتهم، وفقدان توازنهم من التشوه المطلق الذي بلغته الجماعة دون خشية أو خجل من العواقب وردود الأفعال.
ما (تَبرز) به الأملحي أحد (دورات المياه ) الحوثية بخصوص جامع الصالح لا يمكن تصوره ولا توقعه، لدوافع دينية ووطنية وتاريخية؛ فالمكان مقدس كونه بيتاً يُعبد فيه الله، ومَعلماً عظيماً من معالم صنعاء واليمن، وتحفة فنية خالدة تمثل هوية وطنية وذاتاً يمانية ثابتة لا يمكن محو قيمتها أو إلغاء دلالاتها، مهما بالغت المليشيا في عدائها لمن شيدها وطمحت في انتزاع حبه وتقديره من أفئدة الناس وضمائرهم.
الرئيس صالح جزء أصيل من تاريخ اليمن لثلاثة عقود، ويستحيل إنكار هذه الحقيقة أو طمس ملامحها بتدنيس اسمه أو النظر لمآثره بعين الاحتقار والإخفاء، ومن يحاول تغيير هذه المعادلة أو القفز عليها فهو معتوه ومنحط ومشوه حد العجز عن تشخيص سفالته وحجم قبحه وتبيُّن سقوطه.
جامع الصالح يُشعر المليشيات الحوثية بخزيها وكره اليمنيين لوجودها الملطخ بكل معاني الابتذال والعجز والتلاشي، والعفن السياسي والسوء الاجتماعي والرجعية المعتمة للقرون المظلمة، من قِبل جماعة نتنة خارجة من مزبلة التاريخ فكراً وسلوكاً ومنهجاً ورؤية للحياة والعالم، جماعة قطيع لا تفقه أدنى مستوى من سمات العصر، ولا تملك إلا فكر الغجر ووحشية الحيوانات المفترسة كنموذج انحطاط بشري ظل عقوداً مختبئاً في الكهوف وانصدم بصورة الحياة التي يعيشها الإنسان في اليمن والعالم.
أما الفضيحة الثانية، فهي حماقة الحوثي البلهاء في طبع عملة معدنية فئة (100 ريال) دون احتساب أي عواقب يمكن أن تجلبها هذه الخطوة الحمقاء وتأثيرها على الاقتصاد اليمني وتأكيدها انشطار اليمن سياسياً؛ فهذه العملية- بحسب مراقبين- مزورة وتصدر من جماعة انقلابية غير معترف بها دولياً ولا مقبولة داخلياً حيث الإفلاس المادي وغياب مؤسسات الدولة، التي تتحكم بها عصابة سلالية تفرض نفسها كسلطة أمر واقع وتتخذ إجراءات لا يقبلها لا عقل ولا منطق ولا وعي سياسي، وكأن الجماعة تتحدى القوانين الدولية والأعراف الاقتصادية المتداولة في هذه الشؤون، التي تُعد من خصوصيات الأمن القومي الوطني والاقتصادي.
هاتان الفضيحتان لا تصدران إلا عن جماعة موغلة في غبائها وحمقاتها، تعتزم المضي باليمن إلى أسوأ صورة يمكن تخيلها للبلد والإنسان فيه بمختلف مناحي حياته، حيث لا يمكنه البقاء في وجودها أو تحمل مخاطرها لأنها تفوق قدرته على التعايش معها، لكن الجماعة السلالية تؤكد أنها لا تُعير أي قيمة للإنسان أو للوطن وما يهمها فقط تحقيق عدائيتها للأرض والإنسان.
وعلى اليمنيين التنبه إلى خطر هذه الجماعة والتفكير بحلول تضع حداً لما ستجلبه هذه الفئة الباغية من دمار وهلاك إن هم استمروا في صمتهم وتساهلوا في علاقتهم مع هؤلاء العنصريين، الذين سيعجلون بحتف اليمنيين ويقودونهم إلى مصير مجهول غامض وموحش وخراب دائم.