مجزرة رداع.. صورة جلية للنزعة الإجرامية الحوثية
المجزرة الإجرامية التى ارتكبتها المليشيا الحوثية في رداع صورة طبيعية لمشروعها وسياستها الإجرامية في إدارة الدولة ونموذج واضح لسلوكها الدموي الممنهج في التعامل مع الشعب اليمني.
مذبحة رداع ليست الأولى التى اقترفتها هذه المليشيات في تاريخها ولن تكون الأخيرة، وإنما هي امتداد لسلسلة من الأعمال والمجازر والمذابح الإجرامية والوحشية التى تمارسها هذه المليشيا السلالية منذ ظهورها والتى تعتبرها إحدى الوسائل الداعمة لمشروعها في الحكم. فنظامها الطائفي وحكمها الدكتاتوري قائم على القوة والعنف والقتل والاعتقال والترهيب، ومرتبط بالاستبداد والاستعباد، ولذا فإنها تعتبر هذه الجرائم والمجازر الوحشية أداة للعقاب والترهيب وطريقة مثلى لإرعاب وإذلال الشعب وإسكاته عن معارضتها أو المطالبة بحقوقه المسلوبة من قبلها.
ولأن المجال مفتوح أمام غطرستها وبطشها ولا يوجد من يواجهها ويوقفها عند حدها أو من يحاسبها ويعاقبها في المناطق المنكوبة بسيطرتها، فإننا سنظل نشاهد مثل هذه المجازر وأعظم منها ما دامت هذه الفئة الضالة باقية ومتحكمة ومتسلطة على رقاب الشعب اليمني، وسنظل نجني ثمار إرهابها حتى بعد زوالها، فما زرعته من حقول ألغام كفيل بقتل وإعاقة نصف الشعب اليمني.
هذه المليشيا الدموية التى تستهتر بأرواح اليمنيين وتفجّر منازلهم وتدفن أطفالهم ونساءهم وشيوخهم تحت ركامها وتتسلى بسفك دمائهم ببارود أسلحتها لا دين لها ولا ملة ولا وجود للإنسانية في قاموسها ولا أهمية للمبادئ والقيم الدينية والإنسانية والأخلاقية والقبلية في منهجها، ولم يحصد الشعب في عهدها إلا المذابح والمجازر والنكبات والأزمات والنكسات والعثرات، وعلى أيدي مليشياتها وبسبب تمردها قُتل وجُرح مئات الآلاف من اليمنيين، ودخل الوطن في دوامة الصراع والفوضى والعبث والموت والهلاك والحصار والانهيار والحروب الداخلية والخارجية، وعاش الشعب أسوأ مراحله التاريخية المعمدة بأبشع جرائمها ومذابحها ومجازرها الإجرامية والدموية والإرهابية.