محمد أنعم يكتب لـ " 2 ديسمبر " في ذكرى 21 فبراير
أشعر بفخر لأني وقفت جنديًا في الجبهة الإعلامية مع الزعيم وهو يذود عن مكاسب الثورة الجمهورية والديمقراطية بشجاعة وبسالة وبنُبل الفارس الحميري العظيم.
كنت مؤمنًا أنه صمام الأمان، وأنه يحمل مشروعًا وطنيًا عظيمًا يستحق أن نضحي من أجله.. وها هي الأيام تثبت كارثية تلك الفوضى على الوطن والشعب ومستقبل الأجيال.
في 21 فبراير 2012، وجّه الجميع وهو يتلقى العلاج بالخارج بالمشاركة في الانتخابات الرئاسية وانتخاب "هادي"، تمسك بهذا النهج الديمقراطي لتفويت الفرصة على الأدعياء ومن يزعمون أن لهم حقًا إلهيًا ورثوه من جدتهم لحكم اليمن.
حرص على أن يحافظ على مكاسب الشعب ودماء اليمنيين، فضحى بكرسي الرئاسة وتنازل عن حقه الدستوري بعد أن عصفت ببعض الناس موجة حماقة مجنونة.
كان يحلم، وكنا معه نحلم أن تخرج اليمن من النفق المظلم الذي أُدخلت فيه في نكبة 2011م، ولكن جاءت الرياح بما لا تشتهي السفن ووصلنا إلى هذا الحال البائس، ودفع الجميع أثمانًا باهظة لتلك المغامرات الطائشة.
لقد أكلت وأفسدت نيران الأحقاد العقل الوطني، واعتمت بصائر من خِلناهم عقلاء، ما مكن المجرم الحوثي من البطش بالجميع.
وللأسف، ما زال سلاح الكيد والمقامرة يمكن الحوثي من سلخ الثورة والانتقام من الجمهورية ومكاسبها، ولن ينهار هذا المجرم إلا إذا صارحنا أنفسنا وتعاملنا بمصداقية وشفافية وتوقفنا عن أخطاء الماضي والتمترسات والتبريرات الهشة التي لم يغادرها البعض إلى اليوم، رغم كل هذا البلاء الذي حل بشعبنا.
رحم الله الزعيم، الذي يظل مدرسة في لمّ الشمل وتقديم التنازلات من أجل مصلحة الوطن والشعب وتعزيز وحدة الصف.
ويظل الزعيم- مهما قالوا وتقوّلوا ورموا عليه فشلهم بسبب قصر نظرهم وحساباتهم الضيقة- يظل زعيمًا عظيمًا خسرته اليمن وخسره الشعب والأمة.. ومن قال "لا" فلينظر إلى الميدان وحال الشعب ويقارن.. أما من في قلبه مرض فلن يشفيه دواء.
وسلام الله على عفاش
* رئيس دائرة الإعلام والثقافة والإرشاد في المكتب السياسي للمقاومة الوطنية