حصل (الحوثي) على مكاسب دعائية وسياسية من حرب غزة لم يكن يحلم بها بالنظر لضعف وهشاشة الردع الذي قوبل به من تحالف حارس الازدهار؛ فقد استغلها لتقديم نفسه عدو إسرائيل وأمريكا الأول ترجمة لشعار الصرخة الذي يرفعه من 24 عاماً.

صارت أخباره تتصدر شاشات الفضائيات، كما أصبح القائد المُخلّص عند الجماعات الإسلاموية، ناهيك عن اكتساحه للشارع العربي بوصفه حارس البوابة الجنوبية للبحر الأحمر.

الغريب العجيب أنّ وسائل إعلام وفضائيات كبيرة صارت تزعم أنّ باب المندب تحت سيطرة الحوثي وكذلك جزيرة ميون (بريم بالإنجليزية)، والأعجب من ذلك أنَّ إعلاميين وسياسيين، وربما عسكريين في الشرعية منهمكون بسجالات عدمية حول التبعية التاريخية للمضيق والجزيرة وهل كانا قبل وحدة 22 مايو 1990 للشمال أم للجنوب، أم أنّ الباب لأبناء الشمال، وميون لأصحاب الجنوب؟! وفي خضم ذلك لم يكلفوا أنفسهم التوضيح لوسائل الإعلام أنهما تحت سيطرة ونفوذ قوات الشرعية. كما أنّ فضائية عربية كبرى ظلت لأيام تردد أنّ الحوثي يطلق صواريخه ومسيّراته من جزر حنيش ومن جزيرة زُقر مع أنّ هذه الجزُر تحت سيطرة المقاومة الوطنية أيضاً!

الإعلام لم يعُد يهتم بمن يسيطر على من، ولا يعنيه التوضيح بأنّ صواريخ الحوثي تُطلق من مناطق جبلية لا تزال تقع تحت نفوذه في محافظة تعز أو حتى من مدينة الحديدة التي سُلمت له وفقاً لاتفاقية ستوكهولم بينه وبين الشرعية، التي ضغطت عليها بريطانيا للتوقيع بحسب تصريحات أخيرة لوزير خارجية الشرعية السابق. المهم عند الإعلام أنّ هناك صواريخ تُطلق وسفن وبارجات تتضرر.

وسلموا لي على (حارس الازدهار)

* رئيس المركز الإعلامي للمقاومة الوطنية

أخبار من القسم