حسين حنشي يكتب: من هو المستحق لحكم الإعدام بتهمة العمالة.. "فاطمة" أم "عبدالملك"؟!
(صنعاء هي العاصمة العربية الرابعة التي أصبحت بيدنا)
مندوب مدينة طهران في البرلمان الإيراني، علي رضا زاكاني
(لقد وضع شيعة الشوارع اليمنيون المسمون بالحوثيين باب المندب بيدنا)
القائد بالحرس الثوري الإيراني سعيد قاسمي
ولد عبدالملك الحوثي لأب هو مرجع ديني زيدي من يمين الزيدية (جارودي)، حيث يتساوى الفكر الزيدي مع الإثني عشرية ويتطابق، وكان الوالد يملك منزلًا في إيران ويقيم بين صعدة وقُم، وبعد سنوات أصبح عبدالملك وريثًا لشقيقه حسين مؤسس الجماعة الإيرانية في اليمن التي تنسب إليهم (الحوثيين)، وأكمل حروبًا دشنها شقيقه على الدولة والمجتمع قتلت آلاف البشر من الجيش والمواطنين، قبل أن تسنح له ولإيران فرصة عبر فوضى ما سمي بالربيع العربي، ليدخل صنعاء منقلبًا على الدولة ويدشن حروبًا من نوع جديد، وتدشن إيران حينها جسرًا جويًا لشركة (أير ماهان) إلى مطار صنعاء بعد أن أصبح بيد وكيلها الذي تمدد في المحافظات ناشرًا الموت في اليمن وجواره بإدارة إيرانية وسلاح إيراني، ومتسببًا في أسوأ مأساة إنسانية عرفها اليمن!!
بينما عاشت فاطمة في الإمارات مع أسرتها كأي مغترب يمني، وصعدت كأي قصة نجاح يمنية مغتربة، ومارست عملها في مجال حقوق الإنسان وعادت وتزوجت في اليمن، وفي كل مشوارها هذا لم يُقتل يمني بسببها، ولم يكن هناك جسر جوي يمدها بالأسلحة، ولم تزرع الألغام لأحد ولم ترفع صورة وليّ كان فقيهًا أو جاهلًا في شارع من شوارع صنعاء.
ولكن في سير معكوس للحقيقة والحق، بقي عبدالملك في سردابه بصعدة ينفذ أوامر إيران لإدخال بلده في حرب جديدة، وأعلنت جماعته عن اقتراب إخراج فاطمة من سجنها في صنعاء لتصفيتها بتهمة العمالة والمساس بسيادة البلد!!
قبل أيام من الحكم على فاطمة العرولي بالإعدام بتهمة أنها انتهكت سيادة البلاد لصالح بلد خارجي، وأثناء ما كان الحوثيون منهمكون في تنفيذ أوامر إيرانية-كالعادة- بمهمة في البحر الأحمر وُكِّلوا بها بعد أن وزعت طهران المهام من جنوب لبنان حتى العراق حتى اليمن، لتنفيذ مخططاتها ضد المنطقة.. أثناء ذلك، وجّه الأمريكيون صفعة مذلة للحوثي وإيران بإغراق زوارق حوثية في البحر وقتل عشرة من قراصنة الجماعة، قامت إيران على الفور باستدعاء الناطق الرسمي للجماعة محمد عبدالسلام من عُمان المجاورة، وفرضت طهران أوامر بعدم الرد على الأمريكي ونسيان دماء 10 من قراصنة الجماعة اليمنية الوكيلة، التي نفذت الأوامر الإيرانية في التخلي عن دمائهم، ثم أصدرت حكم هدر دم فاطمة بمزاعم أنها مواطنة تدمر السيادة وتستبيح سيادة اليمن لصالح دولة أخرى!!
وفي اليوم الذي نشرت فيه أسرة فاطمة العرولي اتصالًا من جماعة الحوثي يبلغهم بموعد تصفية فاطمة، ظهر زعيم الجماعة عبدالملك الحوثي في خطاب يتحدث عن العار العربي ونساء العرب في فلسطين، في حين انشغل المجتمع اليمني بخبر تصفية فاطمة وخبر آخر عن اغتصاب مشرف في المليشيا لطفلة أخرى في سلسلة حوادث الاغتصاب التي تستهدف النساء في مناطق سيطرتها.
تحدث عبدالملك الحوثي، أيضًا، عن غزة المحاصرة ومعبر رفح طويلًا وبُثت كلمته في شاشات ومكبرات صوت في المحافظات التي يسيطر عليها بما فيها مديريات من محافظة تعز التي يضرب عليها حصارًا منذ سنوات ويمنع فتح أي معبر فيها، ويتربص الموت فيها بمن يحاول مجرد محاولة الاقتراب منها، ولا مجال للمقارنة بين حالها وحال معبر رفح الذي تدخل منه يوميًا عشرات الشاحنات !!
تحدث عبدالملك الحوثي عن الشهداء الفلسطينيين الذين بلغوا 25 ألف شهيد.. ورغم أنه عدد كبير فعلًا، لكنه لا يثير رعب أحد ممن يسمعه في المحافظات؛ فالشهداء منذ بدء اجتياح مليشياته لصنعاء أكثر من نصف مليون شهيد يمني، والحسّابة لا تزال تحسب والرقم الفلسطيني غير لافت في اليمن!!
ختم عبدالملك الحوثي حديثه من سردابه أن الكرامة للشعوب، وعن استعداد جماعته للدخول في حرب مع العالم بأوامر خارجية إيرانية من أجل كرامة نساء فلسطين، حسب زعمه.. بينما فاطمة العرولي ختمت يومها الأول بعد إعلان موعد التصفية لتمثل نموذجًا لكرامة الإنسان اليمني المهدورة، حيث عجزها وقهرها وعجز مجتمع عن إنقاذها وإنقاذ 2500 امرأة يمنية أخرى تنتظر مصير فاطمة في معتقلات المليشيا الحوثية بالعاصمة المختطفة صنعاء!!
فمن هو الذي ينتهك سيادة البلد، وفي أي سرداب يكون؟ هل في سرداب صعدة حيث عبدالملك ينفذ أوامر إيران على حساب بلده، وتسببت عمالته بملايين الشهداء.. أم سراديب صنعاء حيث تُعتقل نساء اليمن المقهورات ظلمًا والمحكومات بالتصفية دون أن يُقتل يمني واحد بسببهن؟!
من هو جدير بالإعدام عبدالملك، لعمالته وانتهاكه سيادة البلد وتسببه بدماره ونصف مليون قتيل وشلالات دماء.. أم فاطمة العرولي التي لم تسقط بسببها قطرة دم واحدة؟!
الحكم لكم..
من صفحة الكاتب