لا أحد يشكك بموت المشهد الثقافي في اليمن وشلل وزارة الثقافة في سنوات الحرب هذه، وحده مكتب الثقافة في تعز البذرة الوحيدة التي تبقت لنا من عالم الثقافة والفن والأدب، يقاوم اليأس، يقارع الإحباط، يحفر في جدار العجز والاستسلام ويتجاوزهما، مبقياً على بصيص من أمل وشتلة من إثبات وجوده وانتصاره لقيم التمدن والثقافة والوعي المستنير.

ولأن المكتب لا يتأثر بجملة الإحباطات المحيطة به سياسياً واجتماعياً ودينياً، التي تسعى بكل جهد لثنيه عن موقفه، وتجميد حركته، وحرف مساره الراسخ في الإبقاء على فاعلية الثقافة، بما تمتلكه مصادر الإحباط تلك من منافذ واقتدار على التذمر والاستهجان وإعاقة أي فاعل لا يرضخ لتأويلاتها المتطرفة ورؤيتها الضيقة، لكن المكتب قد عزم قبل أن يشدوا أحزمة إفشاله أن يبقى ثابتاً، مهما كلفه ذلك من جهد وصبر، ويتجاوز تلك العثرات للمضي في سبيل تحقيق أهدافه رغماً عن أنف المتنطعين والمتذمرين.

فقد أثار حفيظة البعض "احتفاء 7"، الذي أطلقه المكتب في مهرجان كرنفالي نهاية ديسمبر المنصرم، خُصص لتكريم رموز إبداعية مهمة أثروا المشهد الثقافي اليمني في الداخل والخارج، كلٌّ بموهبته وطريقته فكانوا نجوماً مضيئة ونجاحات ملهمة وعطاءات باذخة تحفظ وتذكّر اليمنيين والعالم بأن اليمن بلد لا يموت، وأن الإنسان اليمني لا يفنى، وإنما ينبثق من رماد أوجاعه ويتوهج من أحقاد أعدائه، فكان سعي مكتب الثقافة لتكريم أسماء كبيرة لهم إبداعات جديرة في الفن والموسيقى والمسرح والإخراج والفوتوغرافيا والنشاط الثقافي والإنساني بشكل عام؛ لكن الحاقدين تنمروا بشكل مثير للسخرية وأنزلوا سخطهم للتذمر على نشاط المكتب ومديره المتوهج، يفلسفون مهامهما ويستهجنون نجاحتهما، معتبرين أن يقوم به مكتب الثقافة في تعز يشبه الترفيه وليس التثقيف، وهذا أمر غير جديد على أولئك الذين يرون الأشياء من منظورهم المتصحر ويبحثون عن مؤيدين لآرائهم الاعتباطية والمتحجرة المعادية للحياة والقيم والإنسانية.

مؤخراً يعلن مكتب الثقافة في تعز أسماء الفائزين على مستوى الوطن في مسابقة نجوم الإصدارات 2023، والاحتفاء بمؤلفاتهم في معرض تعز الخامس للكتاب 2024.

وجاءت أسماء الفائزين ومؤلفاتهم كالتالي:

1- وجدان محسن سالم الشاذلي _محافظة حضرموت "ذاكرة النسيان".

2- إبراهيم أحمد الباشا_ محافظة صنعاء "رجلٌ تحت جذع الرحلة".

3- زينب عبدالله أحمد كليب_ محافظة البيضاء " حُزن مدلل".

4- علي أحمد حسن الحسامي _ محافظة تعز "الدمعة الأخيرة".

5- د. عبده منصور المحمودي _ محافظة الضالع "سيزفان وصخرة واحدة".

6- غيداء سالم الندي_ محافظة عدن "خوف فصيح".

7- خالد علي حسن مجّمل_ محافظة الحديدة "فإن أتممت عشرًا".

8- دعاء الأهدل_ محافظة لحج "ذاكرة القلب".

9- ضياف البرّاق_ محافظة تعز "أُغنيات ضوء جريح".

10- صلاح منصور الورافي_ محافظة إب "أحزان بمقاسات العابرين".

أما الإصدارات التي سيُحتفى بها فهي:

1- عاشر أكسيد الفصاحة_ د. تامر الأشعري.

2- تعز في العصر الذهبي للدولة الرسولية_ د/عبدالله علي الأصبحي.

3- جذور التراث اللا مادي في تعز_ أ. أشجان خالد عبدالله.

4- مبادئ فن المسرح والمسرح التعليمي _أ. أحمد علي جُباره.

 

أليس من اللازم علينا أن نشيد بكل هذه الجهود ونقف إلى جانب كل نجاح تقديراً وامتناناً، ومكتب الثقافة في تعز جدير جداً بذلك من منطلق ثقافي ومعرفي ووطني.

أخبار من القسم

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية