يدفع المواطن اليمني المال لميليشيا الحوثي في كل شيء.. يدفع لهم مقابل البقاء على قيد الحياة رغم أنها لا تريد له العيش، فقد قطعت الرواتب وقطعت كافة الخدمات التي يوفرها المواطن لنفسه بكلفة باهظة رغم أنه بلا دخل، ومع ذلك تعمل ميليشيا الحوثي جاهدة لابتزاز هذا المواطن المغلوب على أمره وتجني من ورائه الأموال الطائلة.

 

وفي هذا السياق تنقل «وكالة 2 ديسمبر» جزءاً من معاناة المواطنين المسافرين بين المحافظات الخاضعة لسيطرة ميليشيا الحوثي، وفي ذلك يقول المواطن محمد حمود -سائق أجرة- لـ «وكالة 2 ديسمبر» إنه ينقل المسافرين ورسائل زبائنه بين صنعاء وتعز، ويواجه التحديات المتعددة التي تفرضها ميليشيا الحوثي في نقاط التفتيش المنتشرة بكثرة في الخط الرابط بين صنعاء وتعز، وفي كل نقطة من هذه النقاط لا يستطيع التحرك إلا بعد دفع المال، وفي حال رفض يتم إيقافه بجانب الخط الأسفلتي ويتم تفتيش سيارته بدقة ويتم تأخيره لساعات، وفي النهاية لا يُسمح له بالمرور إلا بعد دفع المال، الأمر الذي يجعله يدفع المال بسرعة خشية التأخير وفقدان بضائع زبائنه جراء التفتيش المستفز.

 

ويؤكد حمود أنه ينفق ما لا يقل عن 10 آلاف ريال في كل رحلة وفي بعض الأحيان يصل إلى 15 ألف ريال، ويتطلب في كل رحلة ما لا يقل عن 27 ألف ريال قيمة البنزين، ناهيك عن كلفة صيانة السيارة وكلفة الزيت والإطارات التي تُستهلك إضافة إلى النفقة التي يتطلبها من مأكل ومشرب وغيرها.

 

ويتابع: «في بعض الأحيان يكون لدي رسائل قليلة لا تتعدى أجرة توصيلها 20 ألف ريال وأضطر إلى تغطية النفقات من جيبي، وأغلب رحلاتي تكون خسارة عليّ لكني مضطر للوفاء مع زبائني وعدم التوقف عن هذا العمل خاصة في ظل غياب فرص العمل، وأصبح جميع اليمنيين يعيشون في جحيم تفرضه عليهم ميليشيا الحوثي، وعلى الرغم من أنها رفعت أسعار الوقود إلا أنها تفرض علينا الإنفاق على عناصرها في النقاط الأمنية الذين يتحججون لنا بأنهم بدون رواتب».

 

من جانبه المواطن علي سيف يقول لـ «وكالة 2 ديسمبر»: «في كل مكان نذهب إليه وبالأخص الجهات الحكومية التي هي خدمية وترتبط بمعاملات الناس وحاجياتهم نتعرض للابتزاز ويقول لنا العاملون بأنهم لا يتسلمون رواتبهم، في حين أن رواتبهم يجب أن يطالبوا بها ممن يسيطرون على مؤسسات الدولة وليس من المواطن المسكين، والأحرى بهؤلاء أن يتوقفوا عن العمل مع هذه الميليشيا التي تحرمهم من رواتبهم، وعندما تجد هذه الميليشيا نفسها لوحدها ولا أحد يعمل معها سترحل عنا».

 

يرى المواطن سيف أن ميليشيا الحوثي عندما لا تجد من يعمل معها ويقاتل بجوارها بدون راتب ستعرف قيمتها وسترحل مكرهة.

 

وفي ذلك يتحدث مراقبون لـ «وكالة 2 ديسمبر» عن أهمية توقف موظفي الدولة والعسكريين عن الانصياع لأوامر هذه الميليشيا، ويدعون كافة موظفي الدولة وكافة العسكريين المنتسبين للدولة أن يتوقفوا عن العمل مع هذه الميليشيا التي تتعامل مع المواطنين كأنهم عبيد لها ويتوجب عليهم طاعتها والعمل معها بدون أية حقوق، ويتوجب عليهم عدم الاكتراث للتهديدات بالفصل والاعتقال، فهذه الميليشيا أضعف مما يمكن تصوره، وعادة ما تمارس دور الضعيف الذي يلجأ إلى القوة ويهدد بها لتخويف الناس، وعندما تجد أن هناك شعبا لا يخافها ستنكسر، وهو ما أثبتته أربع سنوات من العبث والاستعباد للناس، ويطالب المراقبون من موظفي الدولة ومنتسبي السلك العسكري بالتوقف عن العمل مع ميليشيا الحوثي حباً لليمن، وفي حال تم ذلك سنرى كيف سيكون حال هذه الميليشيا الكهنوتية التي لا تملك سوى ثقافة الاستعباد والقتل والدمار.

أخبار من القسم

تطورات الساعة

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية