الدكتور صادق القاضي يكتب لـ "2 ديسمبر ": الحوثي كقرصان بالوكالة في البحر الأحمر
لماذا لم تجرؤ إيران -بكل سفنها العسكرية وغواصاتها وزوارقها الحربية وطائراتها وصواريخها طويلة المدى..- على مسك العالم من إحدى خصيتيه. بإغلاق "مضيق هرمز"، أو قصف السفن التجارية في المياه الدولية. رغم رغبتها بفرض حصار على تصدير نفط خصومها من دول الخليج، ومن ثمّ ابتزاز العالم لرفع الحظر المفروض على تصديرها للنفط؟!.
السبب بسيط للغاية، وهو أنها -رغم كل شيء- دولة، والقرصنة تحتاج لعصابة معتوهة. "حتيف نتيف". لا تخاف على أرض، ولا على بنى تحتية، ولا على اقتصاد، ولا على مصالح مواطنيها.. عصابة شعارها: "ما نبالي ما نبالي ما نبالي، واجعلوها حرب كبرى عالمية".!
وهذا ما تفهمه إيران جيدا، وعلى أساسه قامت بالشيء نفسه للغرض نفسه، ولأغراض أخرى.. من خلال "الجماعة الحوثية"، وبطبيعة الحال. لا علاقة لغزة والقضية الفلسطينية بهذه القرصنة التي قامت هذه الجماعة فجأة بممارستها مؤخرا في البحر الأحمر، وإلا لقامت بها خلال الحروب التي شنتها إسرائيل على غزة في السنوات السابقة.
كما لا علاقة لهذه القرصنة بأي أجندة تخص هذه الجماعة نفسها، وإلا لقامت بها خلال التسع السنوات السابقة من الحصار البري والبحري والجوي الذي أزعجت العالم بكونه كان مفروضا عليها.. في حين تؤكد كل المعطيات أنها. بمسك العالم من خصيته الأخرى في باب المندب. تنفذ الأوامر الموجهة إليها من المرشد الإيراني.
لم تعد تبعية الحوثي لإيران مسألة خاضعة للجدل، بقدر إثارتها للقرف من الدرجة الفاضحة التي وصلت إليها، ومن الإلحاح والإصرار والرفاس الحوثي في محاولة إنكارها، في مقابل تأكيد قيادات النظام الإيراني مرارا. بأن هذه الجماعة مجرد بيدق بيد إيران، في لعبة دولية أكبر منها، وتحدد دورها بهذا القدر المتدني، وبحسب التصريح الشهير للقيادي في الحرس الثوي الإيراني سعيد قاسمي، فإن الحوثيين "أقزام وشيعة شوارع".
كنموذج عملي للحكمة التي تقول: يكثر الناس الحديث عن ما ينقصهم. يزعج الحوثي مسامعنا منذ تسع سنوات بالتحدث باسم اليمن، والحديث عن السيادة الاستقلال، ونفي علاقته التبعية لإيران. التي لا تفتأ بين فينة وأخرى في تأكيد أن إيران تسيطر على ما يسيطر عليه الحوثي، ومنذ البدء وحتى اليوم.
في 2014 بعد اجتياح الجماعة الحوثية لصنعاء. أكد حيدر مصلحي، وزير الاستخبارات الإيراني السابق في حكومة محمود أحمدي نجاد، بأن "إيران تسيطر فعلاً على أربع عواصم عربية، وهو ما يتواءم مع التصريح الأخير لوزير دفاع إيران بكون البحر الأحمر بات تحت سيطرتهم، بما يعني عفويا: أن "الحوثيين مجرد مرتزقة وأدوات وقفازات لهم في اليمن والمنطقة، وأنهم يمارسون القرصنة. ليس بالأصالة عن أنفسهم، بل بالوكالة عن غيرهم.!