على خطى الزعيم
في الثاني من ديسمبر٢٠١٧م ، خرج معظم أبناء محافظة حجة ملبين دعوة الزعيم الشهيد الخالد علي عبدالله صالح، رحمه الله، تم تحرير عاصمة المحافظة والمديريات المجاورة، وتشكيل إدارة أمن جديدة للمحافظة مهمتها الحفاظ على الأمن والاستقرار والمصالح الحكومية واستقبال ما كان يسلمه الحوثيون من أطقم وسلاح، والتواصل مع المديريات لطرد المشرفين وتنصيب أصحاب الخبرة والكفاءة والمشهود لهم بالنزاهة والانضباط.
كانت فرحة الناس لا توصف بالتحرر من إرهاب وقتل وعنصرية الحوثي، في لحظات فارقة.. الشباب يأخذون السلاح من مشرفي الحوثي، الذين يسلمونه وهم صاغرون، ثم ينظفون المديريات والشوارع والجولات والحدائق من ملصقات الحوثي وشعاراته المليئة بالحقد والكراهية، ويرفعون العلم الجمهوري.. كان الناس يترقبون هذه اللحظة التاريخية، ملبين دعوة الزعيم إلى الثورة واستعادة حريتهم وكرامتهم وجمهوريتهم، واثقين كل الثقة بالزعيم وحرصه ووفائه لشعبه.
قامت مليشيا الحوثي باستقدام مجاميع جديدة من مديريات قضاء الشرفين ومن الحديدة وسحبوا من كان بحرض وميدي وعبس، ارتكبوا أفظع الجرائم بحق ثوار الثاني من ديسمبر ٢٠١٧م، واستشهد خيرة أبناء محافظة حجة، وعلى رأسهم الشيخ أكرم خالد الزرقة وابنه الطفل أدهم، وأكرم عبدالرحمن دهشوش،
وبسام مجاهد يحيى عواض، وشفيق لطف محمد الزرقة، ومجاهد السودي، ومحمد الغزي، ومحمد ناصر مساوى وغيرهم العشرات.
ولم تكتفِ مليشيا الإرهاب الحوثي بقتل الثوار وسحلهم والتنكيل بهم؛ بل قامت بتفجير منازل الشهداء، كما فعلت بمنزل الشهيد الشيخ أكرم الزرقة، وعدد من المنازل في مديرية مبين والشغادرة.
كما تم اقتياد المئات لمعتقلات الحوثي بمحافظة حجة، وكنت واحدًا منهم.. ظللنا في المعتقل أكثر من شهر، وخرجنا من السجن وقد اشتدت بداخلنا شعلة الثورة على مليشيا الغدر والخيانة والنفاق والإرهاب والعنصرية الحوثية الإيرانية.
واستمرت المليشيا الكهنوتية في محاولاتها السيطرة على غضب الناس بمزيد من القمع، والترغيب والترهيب، وأتذكر العقيد عارف القاضي الذى كان أحد قيادات ثورة الثاني من ديسمبر بالمحافظة، والذي قاتل يومها بكل شجاعة وإخلاص وثبات، وشاركنا المعتقل، لم يحققوا مع أحد مثلما حققوا معه، يستدعونه كل يوم، بعد منتصف الليل، للتحقيق، ويذهب دون أن يرف له جفن، ولم يستجب لهم نهائيًا، أحييه من هنا فهو رجل بألف مما يعدون.
توجهت إلى الساحل الغربي، وتم استقبالي من قِبل قيادات المقاومة بتوجيهات القائد المناضل البطل العميد طارق، أنا وكل من نزل الساحل، استقبال الأخ لأخيه.. كنت متأثرًا جراء الاعتقال والإهانة والذل في السجن وما تلاه، غير أن القائد كان القدوة، كنت أقول لنفسي: ما أضعفك وما أقوى هذا الرجل، فمصيبتك لا شيء أمام مصيبته، وأمام قدره ومكانته، كان القائد- يحفظه الله- من خلال متابعتنا ومعايشتنا هو من أعاد لي الثقة من خلال اهتمامه و المتابعة لنشاطه وعمله الدؤوب وصبره وجلَده وحكمته ومثابرته وإدارته للمقاومة الوطنية إدارة محنكة بكل احترافية ومهنية وانضباط، لا يترك شيئًا للصدفة، كل يومه عمل من بعد صلاة الفجر حتى منتصف الليل، يعيش بين أفراده في دشمة في عنبر بين العناكب والعقارب مثله مثل أي جندي.. فكل الشكر والعرفان والامتنان والتقدير لأبي عفاش، لله درك.. على خطى الزعيم معكم حتى النصر بإذن الله.