احتفاء اليمنيين بثورة 26 سبتمبر.. الفخر والإدراك
احتفاء اليمنيين بالثورة الأم (26 سبتمبر) التي لفضت الإمامة وأخرجت الشعب من الظلمات إلى النور، ليس ترفًا أو رفاهية؛ بل إدراكًا ووعيًا لعظمة ثورة كانت سببًا رئيسًا في نقل الشعب من زمن وحكم يعود إلى القرون الوسطى وأبعد من ذلك، إلى النهضة والحياة.
لا يخفى على أحد كيف كان اليمن تحت حكم الأئمة، الذي أغرق الشعب في صراعات داخلية وتمزق وشتات، بالإضافة إلى الجهل والفقر والمرض والتخلف، ونهب أراضيهم وتقسيمها بين السلالة.
اليوم، وبعد أن عاش اليمنيون زمن الجمهورية والديمقراطية والنهضة، يحاول أحفاد الإمامة وبكل وقاحة وفجور إعادة الشعب إلى ما قبل هذا التاريخ، وهو الغباء والجنون بحد ذاته.
ما لا يستوعبه أحفاد الإمامة "الحوثية" أن أحد أسباب اعتزاز وفخر هذا الجيل بثورة 26 سبتمبر العظيمة، هذه المرحلة التي يعيشها في ظل حكم الإمامة الجديدة؛ إذ عرفتهم بالحقبة الملعونة البائسة التي عانى منها الأجداد تحت الحكم الإمامي الظلامي الرجعي والمتخلف.
ومما يجعل جيل اليوم يعلي راية سبتمبر، أيضًا، تجرؤ مليشيا الحوثي على إعلان تبنيها لاستعادة ذلك الزمن الأسود، واصفة الجمهورية بالفاشلة، كما كتب المدعو حسين العزي الذي يعمل في خارجية المليشيا، معتبرًا ستين عامًا من الجمهورية لم تقدم لليمنيين شيئًا، متناسيًا ألف عام قبل الستين من حكم أسياده لليمن جعلت الوطن في الدرك الأسفل من الجحيم، وعذاب مقيم، ما دفع الشعب للثورة والقضاء على مسيرتهم الكهنوتية.
وما تقوم به مليشيا الحوثي من محاولات للتلاعب وإخفاء حقيقتها ضد الجمهورية، عبر إعلامها، جعل الشعب أكثر فهمًا من يمثل هؤلاء، ويدرك تمامًا الأهداف خلف محاولاتها تزييف الحقائق حول ثورة الـ26 من سبتمبر، وطمسها بانقلاب 21 سبتمبر، وتغيير أسماء مدارس الجمهورية وأقسام الشرطة بأسماء حوثية، والمشاريع الاجتماعية والثقافية الإيرانية المستهدفة للجمهورية، وغير ذلك مما يكشف ما تكنه المليشيا الكهنوتية من البغض والتناقض الذي ظلت تحاول إخفاءه خوفًا من ردة فعل الشعب إزاء المساس بثورتهم الخالدة.
لقد ثار الشعب على نظام رجعي يعتمد على الخرافات الشيعية الاثني عشرية، التي ترى أن الحاكم هو المصطفى من الله حتى وإن ثبتت عليه جميع أدلة الجرم والفسق والدجل والخيانة، فهو يمتلك السلطة منفردًا (سياسيًا عسكريًا وقضائيًا)، ويمتلك حتى أرواح وقرارات الشعب؛ وكم قتلوا وأعدموا من أحرار بحُجة أنهم اعتدوا على الله، الذي يقصدون به في منهجهم إمامهم.
سبتمبر ليس اسمًا يمكن أن يتلاشى باسم آخر، ولا رقمًا يمكن أن يتغير برقم، ولا مناسبة آنية يمكن أن تمحى بأي مناسبات زائفة.. إنه فجر مشع ومضيء ونقطة تحول تاريخية لليمن والمنطقة؛ فلا الحوثية قادرة على طمسه ولا غيرها مهما دعمهم أو زودهم أعداء الأمة بكل الإمكانيات.
26 سبتمبر ثورة تنوير ونهج ديمقراطي وثوابت جمهورية وقيم عظيمة لم يرسمها الخارج ولم يكتبها الكهنة؛ بل ثورة أحرار أقسموا بالله جهدهم وإيمانهم أن يُخرجوا الشعب من ظلماته نحو فجر جديد يرتقي بالوطن إلى البناء، وكان لهم ما تمنوا.
نعم، نحتفل اليوم بـ26 سبتمبر ولا يزال جزء من الوطن رازحًا تحت مليشيا الحوثي الإمامية؛ لكننا نحتفي وبنادقنا محمولة على الأكتاف ورجال الجمهورية يطوقون مشروع الكهنوت ومستمرون في تطهير ما تبقى، وهو وعد الحق وسينتصر الشعب، تحيا الجمهورية اليمنية، تحيا الجمهورية اليمنية، تحيا الجمهورية اليمنية.