الحرب هي الملاذ الآمن للمليشيات الحوثية التي تهرب اليها هذه المرة خوفا من الغضب الشعبي الرافض لها والمطالب بالدولة والنظام وحقوق المواطنة.. المواطنة التي تتعارض مع تكوين هذه المليشيا وايديولوجيتها العنصرية.

القيادي الحوثي مهدي المشاط أعلن مؤخرا "التعبئة العامة" مهددا باستخدام قوة صاروخية جديدة وطيران مُسيّر، ومبشرا أنصاره "بسماع ما يثلج صدورهم"، وهذا يعد "إعلان حرب" لا يمكن تجاهل تزامن إطلاقه مع ذروة تصعيد الموظفين المطالبين بتسليم مرتباتهم المنقطعة منذ ثمان سنوات.

إن التلويح بهذه الحرب هروب حوثي إلى الأمام من الالتزامات التي لا مفر منها وذريعة لكسر اضراب المعلمين وإجهاض مطالب جميع الموظفين والبطش بالمناهضين، باعتبار أن من يطالبها بما عليها من التزامات أو حقوق "في صف العدو ويعمل على زعزعة الجبهة الداخلية" . 

وبالحرب أيضا، تحلم المليشيا الحوثية الانتقال إلى المرحلة الثانية من مشروع حكمها الكهنوتي عبر تطبيق ما أسماه زعيم الكهنة عبدالملك الحوثي "التغيير الجذري" من خلال تحقيق الآتي:

١- استكمال انقلاب المليشيات على النظام الجمهوري وإقصاء من تبقى من المؤتمريين في مؤسسات الدولة المغتصبة وبالتالي الإجهاز على ما تبقى من شراكة صورية مع المؤتمر الشعبي.
٢-اعتماد النظام الرئاسي بمرجعية دينية والغاء رئاسة الحكومة، وذلك على غرار نظام الحكم الايراني الذي كان الهالك حسين الحوثي متيَّما به ويحلم بتطبيقه في اليمن .

٣- ترسيخ ما تسميها المليشيا "الهُوية الإيمانية" المستوردة أفكارها من ايديولوجيا الولي الفقيه في إيران، واجتثاث ومحو الهُوية اليمنية العربية الأصيلة، واعتبارها - حد تعبير المشاط - عنوانا عاما للجميع ويجب المحافظة عليها.

ولكن بالنظر إلى ما يعتمل خارجيا وفي مناطق سيطرة المليشيات، قد تكون الحرب إن اشتعلت هذه المرة الرياح التي لن تصمد أمامها سفن المليشيات التي مزق الاتفاق السعودي الإيراني أشرعتها وكسر اليمنيون الغاضبون في مناطق سيطرتها المجاديف.

أخبار من القسم

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية