إلى عمي الشهيد حسين عبدالمغني المغني في يوم تخرجي
اليوم أنا خريج، بعد جهد وكفاح وجد.. أهدي هذه القبعة لعمي الشهيد المناضل حسين عبدالمغني مؤسس الشرطة العسكرية للمقاومة الوطنية حراس الجمهورية ، الرجل الذي رباني وعلمني فنون الحياة ودرسني.. من مدرسته تعلمت كل شيء.
كان عمي بمثابة والدي، بل والدي هو، كان حلمه أن يشاركني هذه اللحظة، لحظة الفرح، لحظة القبعة والبزة والرتبة، لحظة الانتظار الطويل، لحظة أراها ناقصة دونه، كانت به ستكتمل، ومعه ستكون أفضل، لولا أن عزاءنا هو شهادته، وبين شهادته وشهادتي بون واسع وشاسع، شهيد في السماء وشهادة في الأرض، ولكن شهادتي على درب الشَّهادة، والفارق فتحة وكسرة، شِهادة وشهَادة، شهادتي مكسورة على هذه الأرض ومنكسرة لعدم وجوده، وشهادته مفتوحة بالعلو إلى السماء والمجد ورفيقه الأعلى.
أنا تخرجت يا عم، اليوم أنا ملازم، من أرقى كلية عسكرية في المنطقة، وسأعود إلى الميدان في المخا، حيث كل الرجال الأحياء والأموات، وقبل أن أكمل مسيرتك الجهادية لأجل الوطن سأزورك إلى مقبرة الشهداء حيث تنام مطمئناً وروحك في الأعلى، وسأضع قبعتي على قبرك يا عمي وشهادتي على شاهد مثواك، لتباركني.. وكما لم تأتِ لتشاهدني أعلن خروجي ضابطاً إلى الميدان سوف آتي أنا ورفاقي، وسنعلن لك من على الأشهاد النهج على مسيرتك.. ودرب النضال، خلف قائد يستحق، الطارق، عنوان المرحلة والنصر.
قد أكون فرحاً اليوم، ولكن تنقصني أنت، يا نهجي ومهجتي، ومعلمي وملهمي،
أتذكر كل لحظة، قلتها ذات يوم: أريد أن أراك ضابطاً.. هل تراني يا عمي؟ مؤكد سوف تراني، فالله يمنح الشهداء ميزات كثيرة، فهم شهداء، وما وصفهم الله في القرآن بأنهم "أحياء عند ربهم يُرزقون" إلا لأن الشهيد يرى.. ولذا؛ ستراني، المختلف أنك ستراني من البعيد، من عالم آخر، ولن تستطيع أن تأتي إلي لتباركني، وقد باركت مسعاي مقدماً، لا تحزن، كل ما فعلته من أجلي هو تهنئة منك، وأقسم لك سأكون على دربك، ودرب الشجعان.. ستفخر بي، أعدك، وسيكون اسمك ملهمي في كل رصاصة ومعركة.