(رأي) التوظيف السياسي للمولد النبوي لدى أدعياء الحق الإلهي في الحكم
المولد النبوي أول مناسبة حرصت مليشيا الحوثي على إحيائها في عموم المدن اليمنية الخاضعة لسيطرتها منذ اجتياحها للعاصمة صنعاء، حتى أضحى مظهرًا بارزًا من مظاهر فرض الخطاب الخاص للمليشيا على الحياة العامة لليمنيين.
والمليشيات الحوثية في سياق تنفيذها منهجية مرسومة تقوم بتوظيف الاحتفاء بهذه المناسبة لخدمة توجهها عبر ربطه بمزاعم حق "آل البيت" بالولاية والولاء والطاعة كواجب ديني جوهري وفق معتقدات المليشيا التي تروج لها.
وما تشهده شوارع العاصمة المختطفة صنعاء في السنوات الأخيرة من مظاهر غير مسبوقة وشعارات وفرض توجهات خلال إحياء المولد النبوي هو أبرز دلالة على التوظيف السياسي للمناسبات، إذ تحوّلت صنعاء إلى قطعة خضراء مكسوة بشعارات المولد وشعارات المليشيات مع التعميم على المرافق الحكومية على إقامة فعاليات بالمناسبة وإجبار المحال التجارية على دفع إتاوات وتلوين الأبواب باللون الأخضر ورفع لوحات تحمل الشعار الخاص بالمليشيات.
وفي حين انحسرت المواعظ الدينية في فعاليات المناسبة عدا تكثيف المرويات التي تمجد "آل البيت"، لتكريس ادعاء أحقية المليشيا في الولاية والحكم ووجوب طاعتها، تطغى الكلمات والخطابات والبيانات السياسية وأبرزها كلمة زعيم المليشيا عبدالملك الحوثي بمحتواها السياسي المتطرف.
إن مسلك الجماعة الحوثية بعيدًا عن سيرة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم وأخلاقه، بل وبعيدا عن أخلاقيات الإسلام التي دفعت الأوائل إلى اعتناقه ونشره في المشرق والمغرب، وحرصها أشد الحرص على المبالغة باحتفالات المولد النبوي يجعل منها مناسبة سياسية بامتياز تقوم المليشيا باستثمارها في محاولة تكريس فكرة الولاية وبالتالي تكريس طاعة الحوثي وحقه في الولاية وحكم اليمن بذريعة أن الحوثي ينتسب إلى بيت النبوة كما يدَّعون.