أسأت للسماء والأرض يا حسين العزي وليس مجلي الصمدي!
حين أغلقتْ جماعتك العنصرية إذاعة مجلي الصمدي، ونهبتْ محتوياتها، فإن القضية لم تكن غريبة علينا من جماعة اعتادت النهب وسلب ممتلكات الآخرين دون حق؛ لأن اللصوصية غريزة تسري في دمائها وليس سلوكاً طارئاً تلحفتَ به أنت وجماعتك دون سابق عهد، وتظاهرتم بحيادية القضاء الذي حكم ضدكم وألزمكم بإعادة ما يخص الصمدي، فتملصتم من الحكم؛ كونكم لصوص التاريخ بلا منازع.
لكن؛ أن تدّعي أنك من حراس الفضيلة ومن حماة الدين ومن ورعان خوف الإساءة للنبي؛ فذلك جريمة لا يمكننا مضغها يا حسين العزي، ترسل كلابك الضارية للاعتداء على الصحفي الحر/ مجلي الصمدي وتضربه أمام منزله في صنعاء لأنه كتب يطالب براتبه، وأن الراتب أولى من النبي، ثم تتبجح بالقول: إنه ليس بوسعك حمايته من غضب الشعب الذي سينقض على مجلي لأنه أساء للنبي والشهداء والمجاهدين!.. أيغير الناس على الدين الذي تسرق باسمه وتفرض إتاوات باسم نبيه وتختلس باسم مناسباته، وكأن الشعب مجرد قطيع تسيّره وفقاً لأوهامك؟! لم يعد الناس سذجاً إلى هذا الحد، تكشفت أمامهم ألاعيبك وزيف هرطقاتك، ولو أمعنت النظر قليلاً لتأكد لك أن الجميع كرهوا الدين بسببك، وسيبوحون بكفرهم على الملأ بعد ادعائك أن النبي شركة خاصة وأنت وسيدك وكلاء حصريون لها ومفوضون ساميون باسمها.
تُسمي الستة العقود التي مضت من عمر الجمهورية فشلاً، والسنوات العجاف من انقلاب مليشيات سلالتك نجاح القيادة والإدارة، وتشبهها باحترافية خباز ماهر أيها اللص؟! أنتَ ضحية وَهْمٍ مهما أديت دور الجلاد، أنتَ رجل ضال وتائه، خارج من أدغال الخرافة، متوحش تهذي بعنصرية مقيتة، تعيش عصر العصبويات والنزاعات الطائفية، وتقول إن الراتب بدعة الأمويين، أما أنتم فمن صلب "السلالة الطاهرة" التي دأبت على أن تقتات من فتات الثكالى واليتامى، تتاجرون وتنهبون وتظلمون وتشبعون بطونكم الخاوية وأنفسكم النهمة ورغباتكم المتعطشة باسم الإسلام، وتجبرون اليمنيين على التيقن بالصورة المفصلة للدين وفق أهوائكم الشيطانية ونهجكم العدواني؛ لتستحلون أموالهم وحقوقهم دون مبرر أو اعتراض.
أكفر الصمدي حين قال: "تعبنا مولد نبوي نشتي مولد للحقوق والحريات"؛ بينما تبدو أنت مؤمناً حين تنهب المليارات من شعب أكلت رواتبه لثماني سنوات ولم تكتفِ بذلك، بل أنهكته كل يوم بمناسبة واحتفال يكون لك نصيب من جبايتها وقدر من إتاواتها، وفوق هذا تدعي أن الناس شغوفة وغيورة على دين أحل لكم نهبها وشرع لكم سرقتها، لكن؛ أما سألت نفسك إلى أي مدى ستتمكن من إجبار المغفلين والضعفاء على طاعة أوامرك وتنفيذ رغباتك في قمع وإسكات كل من يطالب براتبه، أو أن فتوى مفتي السلالة القائلة إن الراتب بدعة ستضع حداً لهذا الأمر وستغلق بابه إلى الأبد.
ما قاله مجلي ليس يعنيه وحده، وإنما ذلك رأي عشرين مليون يمني نفد صبرهم عليك وعلى سلالتك، ولو كان النبي قد أمرك بأن تنتهك وتبطش بكل من شهد أن محمداً رسول الله بعثه الله رحمه للعالمين، لما آمن به الناس أيام ما كنت تعبد الأصنام وتقطع الطرق في شعاب مكة، ولم تؤمن بالإسلام إلا حين توهمت أنه سيتخذك سيداً على معتنقيه.