الذكرى السادسة لرحيل رمز الثبات "خالد الرضي"
في الذكرى الـ35 لتأسيس المؤتمر، وجّه الشعب رسالته للمليشيا الحوثية بأنها في المعادلة الشعبية صفر لا أكثر، فهي ليست سوى مليشيا دخيلة على اليمنيين.. ولولا المخطط القذر على اليمن بأكمله لم يكن لها أن تحتل صنعاء وجزءًا من البلد الذي يرفضها كل شبر فيه.
للقضية رموز يجب أن نستذكرهم دائمًا، وهم كثيرون، أحدهم خالد الرضي، الذي ستظل ذكرى رحيله شعلة لا تنطفئ تلهم النضال وتحث الخطى للسير على درب المعركة الوطنية.
لم يكن اغتيال الرضي لشخصه بقدر ما كانت الرصاصة الأولى لتفجير الوضع بعد الفشل الذريع لمليشيا الحوثي في المعركة السياسية، وبعد أن وجدت المليشيا نفسها أمام حاجز صد وأنها عاجزة عن التغلغل في أوساط المجتمع، وإسقاط مؤسسات الدولة وإنشاء حوزات لتشييع الشعب اليمني بالمذهب الإيراني.
تحركت مليشيا الحوثي، وبتوجيهات أسيادها في طهران باستهداف المؤتمر ورموزه، لتفجير معركة كانت قبلها مهزومة -وهي المهزومة للأبد- وعاجزة في بسط نفوذها ونشر وبائها الطائفي الاثني عشري؛ إذ كان الزعيم علي عبدالله صالح، رحمه الله، حاجز صد أمام عجلة المشروع الإيراني، وخاض ضدها أعظم معركة سياسية يخلدها التاريخ، بعد فرار الأحزاب الأخرى.. وعقب فشل المليشيا في المعركة السياسية، اندفعت لتنفيذ مخططها بقوة السلاح لتستهدف خالد الرضي، وذلك بمثابة استهداف وطن؛ فقد كان لهذا السياسي والعسكري مكانة في قلوب الناس لتواضعه وبساطته واحترامه للآخرين، وامتلاكه من الحكمة والصبر ما يفوق سنه الـ35.
حقق الحوثة هدفهم القذر باغتيال خالد الرضي، الذي كان وقتها أعزل بلا سلاح، ولم يكن الرجال عاجزين، حينها، عن الرد على تلك الجريمة، غير أن الزعيم كان مدركًا المغازي الحوثية الخبيثة وراءها، ويرى أن الوطن في مرحلة تتطلب الصبر أكثر في سبيل شعب بأكمله، فهدّأ الوضع واستمر في المعركة السياسية، ساعيًا عبرها لعرقلة المخطط الإيراني، الذي يحظى بدعم وغطاء دولي لاستهداف الوطن بأكمله، ولولا الغطاء الدولي لما بقيت تلك الشرذمة المتربصة باليمن وأبنائه حتى اللحظة.
لولا التخاذل الدولي، والتواطؤ الأممي مع المليشيا الحوثية الإرهابية، لما كان لمشروعها التدميري ضد اليمنيين أن يمر، ويحدث ما نشاهده اليوم من عمليات استهداف للإنسان اليمني، إنسانيًا واجتماعيًا وفكريًّا، بتجهيل الأجيال ونشر الأوبئة الحوثية السرطانية عبر تغيير المناهج وإحلال مشرفيها الأقفال محل رموز الوطن، ومساعيها لتغيير المجتمع وهويته جذريًا ما تجلى في دعوة كاهنهم "عبد إيران" الأخيرة لأصحابه بالمزيد مما أسماه "التغيير الجذري".
ورغم كل ما قام به الحوثيون حتى اليوم، لم يحصدوا سوى الرفض الشعبي الذي يتسع يوميًا، ولأنهم مدركون لذلك؛ اتجهوا للعمل على تدجين الجيل وخلق جيل جديد يحمل أفكارهم الشاذة، يسابقون الزمن لعلمهم أن هذا يتطلب وقتًا طويلًا؛ غير أن كل مخططاتها ستبوء بالفشل، وفي التاريخ البعيد والقريب دروس شاهدة على هذا، وفي سبتمبر وما صنعه الأحرار اليمنيون بأجدادهم الإماميين الكهنوتيين، رغم كل الصعوبات والظلم والطغيان والجبروت، عبرة لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد.
وفي الذكرى السادسة لاستشهاده، نقول لخالد: نم مطمئنًا، فعلى دربك اليوم آلاف الرجال، حاملين أسلحتهم وباذلين أرواحهم من أجل الاقتصاص لك وللشعب والقضاء على هذه الخرافة.