عبدالله الحضرمي يكتب لـ " 2 ديسمبر ": رسوم حوثية جديدة على الزواج
في خبر مدهش، أعلنت جماعة الحوثي، التي تفرض ضرائب على كل شيء في البلاد، فرض رسوم جديدة، وهذه المرة على الزواج الجديد من خلال دفع ٢٥ في المئة من قيمة مهر العروس لصالح الجماعة، ومن يمتنع عن الدفع يُمنع من نصف دينه!! بالفعل، ستستولي العصابة الحوثية الجشعة على حقوقكم الشخصية وستسيطر حتى على حياتكم الخاصة، وتتحكم في أعضائكم التناسلية.
جماعة الحوثي تُعتبر من بين أكثر الجماعات التي تنتقص الحقوق الشخصية والحريات الأساسية في العالم. بعد فرضها ضرائب على وقود السيارات والغذاء والماء الملوث؛ فضلاً عن المعدات الطبية ومتاجر الباعة المتجولة، لم تجد أي شيء آخر تطبق عليه الضرائب. وهذا هو السبب في قرارها استهداف الحياة الزوجية للمواطنين.
في لحظة ما، لا تبدو بعض الأمور الكارثية ذات دوافع مالية، بقدر ما هي إمعان في إهانة المواطنين والاقتراب نحو أكثر الأماكن حساسية في الذات الشخصية، وتوسيع دائرة الاستعباد.
لن يتوقف الزحف المغولي هذا عند غرف الناس الخاصة؛ بل ستبدأ السلطة الحوثية، بعد هذا القرار، في فرض رسوم وإتاوات جديدة على كل عملية جماع تحدث في كل منزل. ستقوم سلطتهم بتعيين مفتشين لمراقبة كل نشاط جنسي في كل بيت، وستبتدع طرقاً لكشف كل زوجين يخططان لليلتهما، ومداهمة كل بيت تُدار فيه نوايا التهرب من دفع حق السيد، والقيام بتحصيل ضريبة هذا النشاط، وسيتم تطبيق العقوبات على أي شخص ينتهك هذه القوانين. هل هناك شيء أكثر إثارةً للرعب من وجود شخص يراقبك أثناء ممارستك مع شريك حياتك؟! لا تستبعدوا شيئاً؛ فهم لا ينظرون للناس تحت سلطتهم بكونهم بشراً، بل فقاسات شهداء.
من المتوقع- أيضاً- أن تسبب هذه الضرائب ازديادًا في عدد الأزواج الذين يفكرون في الهروب من البلاد، أو ببساطة العزوف عن ممارسة العلاقات الحميمة على الإطلاق، والنزوع نحو التصريف اليدوي. ومع ذلك، ينبغي علينا أن نتذكر أن هذه الجماعة لا تهتم بمشاعر الأفراد أو حقوقهم؛ بل هدفها الوحيد هو سلب المزيد من الأموال والسيطرة على البلاد بأي تصرف، والحوثيون مستعدون للذهاب بعيداً عن كل ما لا يخطر على البال، وهي تفاجئنا دائماً بكل ما لم يسبق له مثيل في التاريخ.
ورغم أن الأوضاع في اليمن تسير بشكل غير مُرضٍ لأحد؛ فإن قرار ضريبة الزواج يضع البلاد في مكان محرج أمام العالم. أصبحت السلطة الحوثية غير محترمة على المستوى العالمي، وذلك ليس بسبب سياساتها القاسية والقمعية فقط؛ بل- أيضاً- بسبب تدخلها في حياة الناس وفي علاقاتهم الزوجية حتى.
نتصور أن لديها خطة محكمة للسيطرة على النشاط في غرف النوم، وقد تفرض نظاماً يشبه نطاق العفة الذي كان الجنود الألمان يستخدمونه لمنع زوجاتهم من استخدام أجسادهن أثناء غيابهم في الحرب، متوقع أن تفرضه الجماعة على الزوجات اليمنيات، وطبعاً عبر الشرطيات الزينبيات؛ حفاظاً على نظام الفصل، سيكون على كل زوج يرغب في قضاء ليلة مع أم أولاده أن يدفع الرسوم ثم تقوم المشرفة الزينبية في الحي بفتح النظام، وإعادة غلقه صباح اليوم التالي!!