صلاح الحيدري يكتب لـ" 2 ديسمبر" عن تعز وتهامة في عيون العميد
اللقاء الأخير لعضو مجلس القيادة الرئاسي- رئيس المكتب السياسي للمقاومة الوطنية، العميد الركن طارق محمد عبدالله صالح، بقيادات تهامية وقيادات حزبية من محافظة تعز، ليس منعطفًا جديدًا في سياسة العميد تجاه المنطقتين، بقدر ما جاء كتأكيد عملي حديث من قبله على بعض الخصوصية لهما، والاستمرار في توجهه نحو أهمية بناء شراكات وطنية تخدم مصلحة المواطنين، وتتوحد في المعركة الجمهورية ضد المشروع الكهنوتي الإيراني لمليشيا الحوثي الإرهابية.
حرص العميد طارق صالح على بناء شراكة المسؤولية الوطنية منذ الأيام الأولى لانطلاق العمليات العسكرية للمقاومة الوطنية، العام 2018، وإسهامها الفاعل بشراكة متميزة مع ألوية العمالقة والألوية التهامية في تحرير مساحات شاسعة من الحديدة، والوصول إلى عاصمة المحافظة، وكذا تحرير مناطق استراتيجية من محافظة تعز، وهما المحافظتان المتشاركتان شريطًا طويلًا في الساحل الغربي.
الشراكة العسكرية في الساحل الغربي، كانت أحد مسارات العميد التي مكنت من خلق منطقة آمنة هيأت الأرضية لاستعادة دولة دمرتها المليشيا الحوثية، وتقديم نموذج لدولة ما قبل الانقلاب الحوثي وأزمة 2011، في النطاق الجغرافي المحرر من الساحل الغربي.
وبالفعل، ورغم عين الريبة من قِبل السلطة الشرعية بقيادة الرئيس السابق عبدربه منصور هادي، قدّم قائد المقاومة الوطنية كافة التسهيلات والدعم للمجالس المحلية والمكاتب الحكومية، وإعادة بناء القوات الأمنية لتسلم الملف الأمني، لتطبيع الحياة في مناطق الساحل.
وكان مدركًا لتعدد جبهات المواجهة مع المشروع الحوثي الإيراني، فوظف جهود المقاومة، إضافة إلى المعركة العسكرية وتأمين النطاق الساحلي المحرر، في الملفين الإنساني والتنموي، وعبّرت عن نفسها في تشكيل خلية إنسانية للمقاومة خففت أعباء الحرب على الفئات الضعيفة، وكذا تنفيذ مشاريع خدمية أساسية.
رغم تركز الاهتمام في البدايات على تعز الساحل وبقية المناطق الساحلية المحررة، إلا أن تعز الجبال ظلت حاضرة في اهتمامات المقاومة الوطنية وقائدها، ففتح معسكرات المقاومة لأبناء تعز لتعزيز مشاركتهم في معركة التحرير، وكان لهم حضور مميز في المكتب السياسي الذي أُشهر في مارس 2021.
استطاعت المقاومة الوطنية امتصاص حملات إعلامية وسياسية وحتى عسكرية، مسكونة بعُقد الماضي، حاولت جرها لحرف بوصلة المعركة الوطنية في تعز، وعمد قائدها العميد إلى التركيز على تخفيف حدة وطأة حصار خانق من مليشيا الحوثي لعاصمة المحافظة، مدينة تعز المكتظة بمئات الآلاف من السكان المدنيين، المفتقرين لأبسط مقومات الحياة، واستعادة المدينة لمكانتها الاقتصادية والتجارية.
وفي هذا المضمار شرعت المقاومة الوطنية في فك الحصار عن تعز بشق وتأهيل طريق الكدحة، المنفذ الوحيد المتبقي للمدينة المحاصرة، ووضع العميد طارق حجر الأساس لمشروع مياه استراتيجي جارٍ العمل فيه، من المتوقع أن يحل إحدى أهم مشكلات سكان المدينة.
ويبقى على رأس المشاريع الاستراتيجية لمحافظة تعز، تأهيل ميناء المخا، وإنشاء "مطار تعز المخا"، وهما المشروعان اللذان سيعيدان لتعز رئتيها، ويمكنان أبناء المحافظة والمناطق الساحلية المجاورة من فتح نافذة مباشرة على العالم، تكسر الحصار الحوثي وتُرجع المحافظة إلى سالف عهدها الاقتصادي.
لقاء العميد طارق مع قيادات فروع الأحزاب السياسية في المحافظة، تأكيد على أن تعز أكبر من المناكفات، وتستحق من الجميع تحمّل مسؤولياتهم لاستكمال تحريرها، المهم لاستعادة الدولة اليمنية وعاصمتها صنعاء.