لقد سمعت الكثير عن العقيد محمد محمد صالح، وعن مواقفه وبطولاته وشجاعته وبساطته، من جنود عاشوا وتربوا على يديه، وهو ذاته ما يصفه به كل من عرفه. قضيت الكثير من الوقت مع أولئك الجنود، الذين يتذكرونه ويزيدون إيمانًا وصلابة، ولا أخفي عليكم أنني أحببتهم كثيرًا، وتساءلت عن السحر الذي يمتلكه هذا الرجل؟ وبعد أن رأيته يخرج من السجن بكل شموخ، متوعدًا أعداء الشعب، شرذمة إيران الحوثيين، وحاملًا على كتفه سلاحه الذي افتقده منذ سبع سنوات، ومتوجهًا إلى المعركة بهذه السرعة، وهو السبّاق لها، أصبحت على يقين بأنه بطل حقيقي به وأمثاله يشمخ الوطن، ويتفاخر به.

في الوقت الذي نشاهد أبناء قيادات ومسؤولين يعيشون في الخارج، متفرجين، تاركين وطنهم يتجرع المآسي، كأن الأمر لا يعنيهم؛ نجد أبناء عفاش في مقدمة الصفوف مع أبناء الوطن، لا يفارقون بنادقهم، ولا يتركون المتارس، أليسوا أبطالًا يستحقون الاحترام والتقدير؟!  نعم، يستحقون كل التقدير وألف تحية واحترام؛ فمن يترك الحياة الرغيدة والعيش في الخارج لأجل الوطن، يستحق كل الاحترام والتقدير، ولا يخرج من المعتقل إلى الجبهات، إلا رجل صادق ووطني حقيقي، لا تهزه الأعاصير ولا ترجفه الرواجف. 


أما أولئك المتسكعون الذين لا يجيدون سوى "البقبقة"، فلا يحق لهم أن ينتقدوا هؤلاء الرجال، ومن يتحدث عن هؤلاء الأبطال ليسوا سوى أعداء الوطن، وخدام المليشيا الحوثية، بعلم أو بغير علم. 


من يهاجم هؤلاء الرجال، الذين اختاروا ميادين المعركة، افترشوا رمال أرضهم، واستظلوا بسماء وطنهم، ليسوا أكثر من حمقى وجهلة. فسلامًا على كل من ينيرون ميادين القتال في جميع الجبهات، الذين اختاروا إما الحياة بكرامة أو الموت، فهم أشرف من أولئك الهاربين والمشاهدين والمتخلين عن وطنهم.

أخبار من القسم

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية