مهرجان تعز والاعتداء الجبان
كان الأَولى بمن وجهوا أسلحتهم على الأطفال والنساء المحتفلين في ميدان الشهداء بتعز، توجيهها على من قتل، ولا يزال يقتل أطفال ونساء تعز.
كان الأَولى بهم أن يوجهوا رصاصاتهم على من فرضوا الحصار ودمروا الطرق والمدارس.. بدلًا من إطلاقها على أطفالنا ونسائنا بذريعة أنهم هتفوا باسم رجل الخير والسلام.. رجل أهدى الفرحة لتعز وسعى، ويسعى جاهدًا إلى تخفيف الحصار على تعز بمشاريع كثيرة، من بينها سفلتة الطرق ورصفها.. وتقديم الكثير من المساعدات الإنسانية لأبناء هذه المحافظة.
ما حدث في ميدان الشهداء من اعتداء، وأثناء فعالية حفل تكريم الفنان القدير محمد محسن عطروش، هو اعتداء على تعز وأهلها وتشويه لمكانة هذه المدينة الثقافية التي تنشد الحب والسلام، تنشد الثورة والجمهورية، تنشد الأمن والأمان، كما عهدناها، فهي حاضنة ثورتي سبتمبر وأكتوبر المجيدتين.. ولأنها كذلك، فلا غرابة من هذا التصرف الشخصي للبعض الذين يخدمون اليوم بأفعالهم النكراء العدو، ولا يمثلون روح تعز الثورة والجمهورية ومكانتها بل يمثلون أنفسهم.
إن جميع المكونات السياسية والعسكرية والثقافية والاجتماعية في محافظة تعز ليست راضية بما حدث، ولن تكون يومًا من الأيام متساهلة أو متواطئة مع مثل هؤلاء، ولكن ما يجب عليهم هو فضح هؤلاء وإيقافهم عند حدهم ومعرفة من يقف وراءهم، وذلك خدمة لهذه المدينة وحفاظًا على مكانتها.
سيظل ذلك الفزع والخوف في نفوس الأطفال والنساء المشاركين في المهرجان، وصمة عار ولعنة تلاحق مرتكبيها إلى مخابئهم؛ بينما ستظل تعز شامخة بكبريائها وعظمتها، ثقافيًا وسياسيًا وعسكريًا واجتماعيًا، هي الأسمى والأعلى والأقوى في وجه الطغيان الحوثي السلالي البغيض.
لا شك أن انتهاكات وجرائم المليشيات الحوثية في حق تعز وغيرها هي من وحدت الجميع من قوى سياسية وعسكرية وثقافية وإعلامية للوقوف صفًا واحدًا في وجه هذا الطغيان الإمامي المستبد.. بينما وللأسف الشديد البعض يسعى بتصرفاته الهوجاء إلى شق الصف الجمهوري وإحداث شرخ بين القوى السياسية والعسكرية الجمهورية في تعز ومحيطها؛ ورغم هؤلاء القلة، فهناك عقول راقية وقلوب صافية مؤمنة بأن من أوجب الواجبات علينا اليوم هو توحيد الصف الجمهوري وتجسيده على الواقع؛ فمعركتنا واحدة وهدفنا واحد وعدونا واحد، ولن تثنينا مثل تلك الأعمال المنكرة عن مواصلة النضال نحو تحرير الجمهورية.. ولا نامت أعين الجبناء.