تدفع المرأة اليمنية فاتورة باهظة جراء الانقلاب الحوثي وممارساته في تجويع الشعب، وتكاد تكون هذه الآثار المدمرة مضاعفة على المرأة.

 

أم أمين - ربة بيت- تقول إنها باتت تحمل هماً كبيراً إلى جانب زوجها الذي أصبح بدون راتب بعد سيطرة ميليشيا الحوثي على مؤسسات الدولة، وتتابع: "دبة الغاز هي همي الأكبر وعليها أعتمد في توفير لقمة العيش لأسرتي، وأحاول أن أصنع لزوجي وأولادي وجبة ساخنة فقط في اليوم، وبقية الوجبات باردة لكي أقلل من استهلاك الغاز الذي بات أغلى وأهم شيء في مطبخي وحياة أسرتي".

 

تشاطرها الرأي الأستاذة انتصار التي توقفت عن العمل منذ 3 سنوات والتي كانت تعمل في إحدى مؤسسات الدولة، وتقول إن المرأة تعاني في مطبخها من انعدام الغاز وشحة متطلبات صناعة الأكل نتيجة غياب الرواتب وقلة الدخل.

 

وتضيف: "يعاني الكثير من أطفالنا من سوء التغذية التي بلغت وفقاً للإحصائيات 14 مليون نسمة منها 7 ملايين يعانون سوء التغذية الحاد، والدليل على ذلك عدم قدرة الأسرة على توفير الغذاء" .

 

لا تقتصر معاناة المرأة في ظل الانقلاب الحوثي على صناعة الأكل ومتطلباته بل تمتد إلى أبعد من ذلك، ووفقاً لإحدى الخبيرات الاجتماعيات، فإن المرأة اليمنية تدفع ثمن التفكك الأسري الحاصل بسبب الفقر وانعدام الدخل وغياب فرص العمل، حيث تتزايد حالات الطلاق بصورة كبيرة، وتتصاعد وتيرة العنف الأسري للأسباب ذاتها، إلى جانب اتساع ظاهرة زواج الصغيرات، فضلاً عن تشرد الأبناء نتيجة لجوء الكثير من الأسر إلى الدفع بأبنائها إلى الشوارع للعمل في مهن خطيرة أو التسول.

 

وتشير الخبيرة الاجتماعية التي فضلت عدم ذكر اسمها إلى أن الأوضاع الراهنة التي خلقتها ميليشيا الحوثي زادت من اتساع الأمية بين النساء وبما يعادل 75% من إجمالي عدد النساء، في حين أن النسبة المتبقية والتي تمثل 25% يعانين أيضاً من تراجع أداء تعليمهن، فالكثير من الأسر باتت تفضل عدم تعليم الفتيات نتيجة غياب الأمن وكذلك عدم قدرة الأسر على دفع تكاليف التعليم، كما أن المرأة في ظل الانقلاب الحوثي جُردت من حقها في المشاركة السياسية وعملت الميليشيا على تحجيم دورها في الحشد والمناصرة فقط ولا وجود لها في صناعة القرار، وتم إجبار النساء على ترك مناصبهن في إدارة مؤسسات الدولة.

 

المرأة النازحة أيضاً لها نصيبها من المعاناة، حيث تعاني من عدم الاستقرار نتيجة انتقالها من منزلها إلى بيئة جديدة تقل فيها خدمات المياه والصرف الصحي والعديد من الخدمات الأساسية، وتغيب فيها خصوصية المرأة خاصة أن أغلب تجمعات النزوح تكون من الخيام، الأمر الذي يولد معاناة نفسية واجتماعية واقتصادية وصحية لدى المرأة.

 

في ذات السياق تقول خبيرة التغذية بشرى عبدالله إن المرأة في المناطق الخاضعة لسيطرة ميليشيا الحوثي الانقلابية تعاني من انعدام الصحة الإنجابية وزيادة حالات الوفاة، وظهور تشوهات في الأجنة، ونقص التغذية للحوامل مما ينجم عنه ظهور أمراض متعدة لدى المواليد وأحياناً تقود إلى الوفاة أو الإصابة بالتقزم أو التخلف العقلي.

 

وتشير إلى أن قلة الغذاء وعدم سلامته يقود إلى العديد من المشاكل الصحية ويكون سبباً في عدم قدرة الجسم على مقاومة الأمراض، خاصة في ظل انتشار عدد من الأوبئة الخطيرة والتي نسمع عنها مؤخراً بصورة متكررة.

 

تؤكد الخبيرات والمهتمات أن هناك أيضاً آثاراً نفسية تخلفها ممارسات ميليشيا الحوثي على المرأة، فكل الأزمات التي جلبتها هذه الميليشيا تنعكس نفسياً على المرأة كونها الملجأ الوحيد للزوج والابن والمجتمع لإفراغ همومهم، الأمر الذي يتطلب إيجاد معالجات سريعة وإنهاء الانقلاب والعمل على توفير الاهتمام بالمرأة بشكل خاص من خلال التأهيل النفسي والاجتماعي، ومعالجة كافة الاختلالات التي أصابت المجتمع بشكل عام والمرأة بشكل خاص.

 

أخبار من القسم

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية