المراكز الصيفية الوطنية نستطيع أن نطلق عليها مسمى المراكز التحصينية، ضمن معركة الوعي المجتمعي ضد المد الكهنوتي الذي استطاع استغلال الخلافات الجانبية لإعادة نفسه بدعم إيراني فارسي يحمل الكثير من الحقد التاريخي على المنطقة عامة واليمن خاصة؛ كون مواقف اليمنيين تجاه المد الفارسي ثابتة مناهضة لهذا المشروع الخبيث، وشواهد التاريخ كثيرة منذ معركة القادسية الأولى بقيادة الفاروق عمر بن الخطاب، حيث كان لليمنيين الدور الأبرز في تلك المعركة، بل كانوا سباقين في المواجهة، بعدها القادسية الثانية بقيادة الرئيس الشهيد صدام حسين ومشاركة اليمنيين في هذه المعركة القومية والدينية، تليها القادسية الثالثة التي نخوضها اليوم بعزة وشرف وفخر. 
 
كل هذه المخططات والاستهداف لليمن، يتطلب من كل يمني غيور على أرضه وعرضه ودينه، التحرك بمسؤولية عظمى، وتضافر جهود الجميع، في سبيل العمل على تهيئة ودعم المعركة ضد تلك المشاريع الكهنوتية الإمامية، خاصة في الظروف الراهنة التي تمر بها البلاد، وتأجيل أي سباق حزبي حتى استعادة الدولة. 
 
من المعروف لدى الجميع أن الدولة اليمنية في عهد الزعيم الشهيد علي عبدالله صالح، عملت على تحصين الجيل من الفكر الكهنوتي، غير أن العمل كان فقط من جهة الدولة التي عانت من التوغل الكهنوتي، كونها دولة ديمقراطية تمثل الجميع، في حين كان دور الأحزاب شبه غائب في هذه المعركة وظلت بعض المكونات السياسية تعمل على تكريس الانتماء الحزبي على الولاء الوطني. في المقابل كانت الجماعة الكهنوتية المندسة في الدولة تعمل على تعطيل الوعي الوطني وإقحام الجيل في مشاكل وقضايا أخرى، كما استغلت الدور الإعلامي، وهو الأكثر خبثًا، في تعطيل كل المسلسلات التوعوية ضد الفكر الكهنوتي، والندوات والورش التي تحصن النشء، وما نُفّذ منها أفرغ من مضمونه وظهر هشًا وضعيفًا كمقيل قات، حديث بلا عمل.  
 
إن من المعيب أن ينحرف الناس عن إنسانيتهم، ويمضون راضين طائعين معتقدين أنهم في خدمة الله بينما هم وقود لمشاريع متطرفة عنصرية طائفية، سلالية واجهها القرآن في عدة نصوص واضحة، ناهيك عن الكبر والاستعلاء والتباهي بالأصل والعرق، التي هي سلوكيات وقيم منحرفة ارتبطت بـ(إبليس) و(بني إسرائيل)، وهو ما تصنعه اليوم مليشيا الحوثي بالأطفال في مناطق سيطرتها، حيث تقوم بسلب حريتهم وكرامتهم وإرادتهم وتعبئتهم بالولاء لـ(السيئ)، في مخالفة لسنن الله.  
 
اليوم، وبعد المخاض الذي شهدته اليمن أصبح العمل واجبًا ومهمًا للارتقاء بالمعركة التوعوية وخلق جيل ولاؤه للوطن أولًا وثانيًا وثالثًا؛ فالمعركة التوعوية هي المتاحة حاليًا، بعد أن أُجبر اليمنيون على تأجيل الحسم العسكري، ما يتطلب استغلال هذا التأجيل في بناء جيل جمهوري وطني محصن من الخرافات والخزعبلات الإمامية التي تشهدها مناطق سيطرة الحوثيين بشكل متصاعد. 
 
يجب تكريس كافة الجهود في توعية الجيل القادم، حتى لا يبقى فارغًا تستغله الجماعات الإرهابية الحوثية أو أي جماعات متطرفة، تعتمد على تلغيم الأطفال بأفكارها المنحرفة، عبر ادعاءات زائفة وتحريف الأحاديث والثوابت الدينية خدمة لمشاريع تدميرية سلطوية.

 

أخبار من القسم

تطورات الساعة

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية