إنسانية المقاومة ومشاريعها الإنسانية خلال رمضان.. ماذا تعكس أرقامها وضخامتها؟!
 
يقول الخبر: إنسانية المقاومة الوطنية تكفلت بكسوة خمسة وثلاثين ألف طفل وطفلة في مدينتي تعز والحديدة. ويقول خبر آخر: إنسانية المقاومة تُسير قافلة غذائية للنازحين في محافظة مأرب، مكونة من عشرة آلاف سلة غذائية، ويقول آخر: إنسانية المقاومة تنفذ مشروع إفظار الصائم، لـ5 آلاف أسرة، في مخيمات النازحين والبيوت الأشد فقرًا واحتياجًا في مديريات الساحل الغربي وتعز والحديدة، ويقول خبر آخر: إنسانية المقاومة تنفذ خلال شهر رمضان حملة مشاريع ومبادرات إنسانية تشمل عشرات الآلاف من السلال الغذائية ووجبات الطعام، وآلاف التمور.. ويقول آخر: إنسانية المقاومة تدشن برنامج المساعدات الغذائية لمحافظة الجوف. مقدمة ثلاثة آلاف سلة غذائية مكتملة المكونات، للنازحين والمحتاجين من أبناء محافظة الجوف، ويقول خبر آخر: العميد طارق صالح يضع حجر الأساس لمشروع شق ومسح شوارع مدينة المخا، ابتداءً من جولة الراسني وسط المدينة، وحتى أطرافها، ويقول خبر آخر: إنسانية المقاومة تدفع غرامات عدد من المعسرين في عدة محافظات، وتتحدث الأخبار الأخرى عن مشاريع إنسانية بمئات الملايين، مع عشرات الآلاف من المستفيدين. والكثير الكثير من الملامح العمرانية والتنموية في الساحل الغربي وتعز والحديدة وبقية المناطق اليمنية المحررة. 
 
هذه الأخبار ليست سياسة، إنها تنموية إنسانية، إنها مواساة، إنها شعور بالمواطنين في أشد مراحلهم وحياتهم وفقرهم وضياعهم، إنها صورة متقدمة عن الدولة في شموليتها ورعايتها لأبنائها، الدولة الأمان والبناء والمستقبل والأمنيات، صورة عن اللحظات الصادقة والخالدة في حياة كل إنسان، الدولة بينما تكون في ذاتها أرزاقًا للفقراء وقلوبًا للأيتام والثكالى والحزينات، ما عداها مجرد زيف وضياع وتراكمات.. مشاريع الخلية الإنسانية التابعة للمقاومة الوطنية بضخامتها وغاياتها تعني الدولة بمعناها المادي.. دولة المساواة والتشارك الوطني في شعورها ومعاناتها وكافة مراحلها. 
 
مأرب.. قافلة الخير العظيم
 
وأنت تشاهد الطريق تعج بناقلات ضخمة، تحمل عشرات الآلاف من المواد الغذائية، في طريقها للمواطنين الذين ينتظرونها في مخيماتهم، تسير بنوع من الكبرياء والعنفوان، كأنها السماء ترعى أبناءها في الأرض، لا أحد يهتم من أين جاءت، يكفي أنها في طريقها نحو مدينة لا تتبع إنسانية المقاومة، لكنه الخير حينما يعم الجميع، الخير المقدم من رجالات الدولة، مع مشاعر الترابط الوطني العام، بين القادة ومواطنيه، بين السياسيين وشعبهم، بلا استغلال أو مبالغة، بلا أغراض ثانوية، فقط من أجل الناس والمواطنين في أشد مراحلهم وحياتهم. القافلة الإنسانية تحمل عشرة آلاف سلة غذائية بكافة مكوناتها، في طريقها صوب مأرب، صوب من يحتاجها وينتظرها، للفقراء في بيوتهم المتعبة، للنازحين في مخيماتهم المنهكة، قافلات طويلة وكثيرة وعملاقة، تسير نحو أبنائها ومواطنيها، حاملة أفخم أنواع الغذاء، بمكونات كثيرة وكبيرة وتكفي البيوت والأهالي، إنها بحق صورة من الدولة العظيمة، بينما تسير نحو شعبها ومواطنيها. 
 
تعز.. المشاريع الأكثر والأكبر
 
مدينة تعز بكثافتها السكانية كانت الأهم في برامج إنسانية المقاومة، بمشاريع متعددة وكبيرة، شملت كسوة العيد، وسلالًا غذائية، وبرامج كفالة المغرومين، وتم تنفيذها عبر قرابة 500 شاب وشابة متطوعين ومستقلين ومدربين جيدًا، هذه المدينة أخذت الحصة الأكبر من المشاريع الإنسانية، نتيجة كثافتها السكانية، وحاجتها الطارئة، لتنفذ فيها الخلية الإنسانية أكبر جهودها ومنجزاتها، عبر مشاريع أُطلق عليها "مشاريع الرحمة" للتخفيف من الأعباء الشاقة على كواهل الملايين من الأسر اليمنية في ظل الظروف الشاقة. المشاريع شملت ستة برامج لتوفير العون الغذائي والإغاثي، مع كسوة العيد، مع برنامج المبالغ النقدية، والكفالات الشخصية للغارمين في السجون، مع مشروع إفطار الصائمين خلال شهر رمضان. إنسانية المقاومة وفرت في تعز وبشكل يومي وجبات غذائية لنحو 2500 أسرة طول أيام الشهر، وبرنامج الغرامات في محافظة تعز وكسوة العيد لـ35 ألف كسوة لعدد 35 ألف طفل في تعز والساحل. 
 
أطفال لم يكن بمقدورهم إيجاد ملابس جديدة، ملابس ذات خامات راقية، وهذه حقيقة واضحة جدًا في معظم التناولات. 
 الملابس التي قدمتها إنسانية المقاومة كانت أنيقة ومحترمة، لتعكس صورة صادقة عن العمل الخيري، بينما يكون مقدمًا بنوايا خالصة ومتفننة لترسم في ملامح الأطفال سعادة الوطن وروح الشعور بدولة الوطن بينما ترعاهم وتحفظهم وتدخل السعادة في قلوبهم.
 
هذه المشاريع الإنسانية، التي شملت الساحل الغربي والمخا وقعطبة وتعز والحديدة ومأرب، بما يقارب ملايين الدولارات، خلال فترة وجيزة، متضمنة الغذاء والتمور ووجبات الطعام والكسوة العيدية والكفالات والمبالغ النقدية، مع فوارق في الأرقام والمستفيدين بين منطقة وأخرى، مشاريع تنفذها الخلية الإنسانية التابعة للمقاومة الوطنية، بإشراف شخصي من العميد طارق صالح، وهي صورة عظيمة بملامح إنسانية صادقة ومشرفة، عن السلطة بينما تكون راعية للمواطنين بكافة فئاتهم ومكوناتهم، خصوصًا الأشد فقرًا منهم، في مرحلة سياسية استثنائية. 
في المقابل، لو تأملتم بقية الأطراف الحاكمة لأجزاء الوطن، تأملوهم جيدًا، وتأملوا مكونات اليمنيين تحت سلطة صنعاء، ستجدونهم يعانون ويُنهبون ويُلاحَقون ويتم استغلالهم، المواطنون فيها مع بقية مناطقها مجرد دافعين للضرائب والإتاوات، مجرد مستهلكين من سلطة لا تراعيهم ولا تهتم بهم، هنا يتجسد الفرق الحقيقي بين سلطة تراعي شعبها وتقدمه في كافة أولوياتها، وسلطة لا تتوقف يومًا عن إغراقهم بديونهم ومدفوعاتهم، ليصير الفرق نوعًا من التفريق بين الدولة ورجالها، والمليشيات وأذرعها، لهذا فضرورة الدولة تأتي هنا كخيار لا بد منه، ضرورة حتمية وأولوية استراتيجية يجب أن تتقدم على جميع الاهتمامات والانشغالات والاشتغالات والجدالات والتخندقات الفئوية والتناقضات المتقابلة والاختلافات الضيقة، الدولة التي تخلق الخير وتقدم العون وترعى أبناءها هي الخلاصة التي ستنصهر بها كافة التطلعات النخبوية والجماهيرية، وهي الأساس الذي تتمركز حوله جميع الحركات السياسية والفعاليات المجتمعية وينصهر فيها المجتمع السياسي المنبثق عن المجتمع الأهلي، الدولة هنا هي الغاية المتوخاة من أي حراك أو فعالية وليس العكس، وذلك إذا ما أريد إنتاج دولة حقيقية طالما داعبت تجلياتها مخيلة اليمنيين وهم ينظرون ليس فقط إلى العالم المتقدم بينما يخوض غمار التطور المستمر.. 
 
الدولة المتكونة في رجالها وخبراتها وأبنائها القادمين من صلبها، بمشاريعها، وتكويناتها، وغاياتها، وتشاركيتها مع الآخرين، لخلاياها الإنسانية، وقوافلها الضخمة، ومشاريعها العملاقة، بمطاراتها الجديدة، وطرقها الطويلة، وأهدافها المستقبلية، الدولة المتمثلة في ملامح واقع يأتي من ساحل اليمنيين الغربي، دولة المخا، وما تقدمه في تعز ومأرب والجوف، دولة اليمنيين التي يعرفونها كنوع من التعاون والتنازل والتشارك العام، هذه الدولة هي القادرة على تنظيم العلاقة بين الدين والسياسة مع إنتاج التعايش بين الجميع، على نحو جاد يمنع التجاوزات المرعبة التي بتنا نعاني منها بصورة تصاعدية.. هي القادرة على لجم تطرف الجماعات الإسلامية الراديكالية والشيوخ المتشددين، للمحافظة على حقوق المواطنة المتساوية، وهي التي بمقدورها حظر المتاجرة بالدين ومنع الشعارات الطائفية، وهي القادرة على مجابهة التطرف وحماية المساحة العامة بمكوناتها السياسية والاجتماعية والثقافية كمساحة مساواة بيننا جميعا.. هذه الدولة المراعية للشعب ومستقبله وتعايشه وإنجازاته، هي ما يريدها الجميع بعد التحول نحو الديمقراطية وسيادة القانون، وهي الضامن الوحيد للمؤسسات الدينية الرسمية. 
 
أخيرًا، الشعوب بلا سلطة ترعاهم، وبلا دولة تقوم بحمايتهم وإغاثتهم وترتيب حياتهم وحماية بقائهم، مجرد مشردين وقاصرين لا أكثر، الدولة في خلاصتها هي القوة والطعام، وهي كل شيء، والمشاريع التي على الأرض هي الحقيقة الواضحة عن قناعات وممارسات وملامح القائمين عليها، حتى وإن كان فيها شكل مزدوج من الاشكاليات، إلّا أنها تبقى على حدود غايتها لا تبتعد كثيرًا، حتى وإن كانت فقيرة تبقى بحد ذاتها أملًا كبيرًا من الأمان والاستقرار وأساسًا عريضًا للبناء عليه في كل حين.
 

 

أخبار من القسم

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية