تحت وطأة الكهنوت.. يموت الكرماء متسولين في صنعاء
ما حدث في صنعاء يبعث على البكاء.. عشرات القتلى والجرحى أثناء تدافع الناس للحصول على مبلغ خمسة آلاف ريال من فاعل خير!
إلى أي وضع وصلت صنعاء التي كانت، وخاصة في الشهر الكريم والعيد، هي من تمنح الناس البهجة؛ فالمدن كلها تضيء وتشرق بالعائدين من صنعاء يحملون على ظهورهم الكسوة والمكسرات وهدايا العيد والجيوب المكتظة بالأموال.. الموظف يعود من صنعاء بكل بهجة ويمنح الفرح لأهله.. التاجر.. العامل..
كانت صنعاء خزنة كل اليمنيين، لا أحد يصعد قبل العيد إلى صنعاء؛ بل يعود كل الناس إلى مدنهم وأريافهم من صنعاء.. أتذكر عمي وهو يهبط ومعه الفرح والعوادة، وأخي العائد من صنعاء حاملاً بدلتي الجميلة، والزبيب والمكسرات، وجدتي كانت تعود.. وهكذا في كل بيت؛ العائد من صنعاء كان رافداً للبيوت، إما موظفاً في إدارة حكومية؛ تاجر.. قطاع خاص.. عامل في سلاح المهندسين.. عامل في المولات، سيتي ماكس مثلاً، وأي شيء.. جندي.. كل فرد كان يسعى في صنعاء لمنح عائلته الحياة الكريمة.. تأتي الحوالات من صنعاء.
النجاة مقرونة بصنعاء، والطلاب يعودون من صنعاء، وصنعاء ملتقى كل شيء، وفرج كل ضيق، والآن صنعاء تتدافع حول تاجر على مبلغ زهيد، يالله!!
حالة الناس مبكية؛ يمنع الكهنة عن أهلنا في صنعاء، وكل المدن المحتلة، رواتبهم، وكانت الأموال تأتي من المناطق المحررة فيسرق الكهنة نصفها والمائتي ألف تصل أقل من مائة ألف، فأغلق على الناس كل باب ونافذة.. يمكن لإب المحتلة وتعز وذمار والمحويت وعمران أن تصمد، هذه مجتمعات من ذات البيئة، الأرض، والزراعة، والتكافل؛ لكن صنعاء حوت كل المدن، كل سكان صنعاء يعتمدون على رواتب الدولة والقطاع الخاص، وهم من مدن أخرى، وأقصد بصنعاء أمانة العاصمة، هناك حيث شرق وشمال وجنوب وغرب البلاد..
هذه مجرزة بفعل الكهنة الذين أخذوا كل شيء، وحولوا صنعاء إلى متسولة لبائع شاي يتعامل بعنجهية بمبالغ زهيدة وبزحام أدى للموت، ما يحدث لسكان صنعاء جريمة قتل منظمة، واستهداف جماعي.