جبلان يتعانقان
يحدث أن تتصافح الجبال
وهل مثل الابن والأخ من عضد؟
يالله،
ما أقدس لحظة أن تجد بعضك وكلك!
فرحون وبشدة
مبارك لك أيها القائد.
نحن هنا عائلة واحدة، فرحنا واحد، كنا اليوم بالمدينة السكنية في إفطار، وجبة إفطار واحدة، تقاسمنا فيها لقمة الفرح.. الكل يباشر وكأن الفرحة فرحته، والكل يأكل وكأنه الضيف.
محمد وعفاش ليسا ابن وشقيق القائد فقط.. هما ابن وشقيق كل فرد في المقاومة.
هذه الملامح الشجاعة توحي بعظمتهما، وجوه وسحنات جبارة هي أقوى من السجن، ومن الكهنة، وقد شاهدت فيديو استقبال القائد لبطليه، بطلينا، وقفزه إليهما، واقشعرت كل حواسي وهو يحضنهما ويختصر ست سنوات من الفقد.
هل لك أن تختصر ست سنوات من الفقد والاشتياق والانتظار.
شاهدت القائد وهو يحتضن ولده وشاهدت وأجمل ما شهدته وعفاش طارق يهبط ليقبل ركبة طارق، والده، وهنا تجلت عظمة وسمو هذه العائلة، والتربية، هما أب وابن.
وكأن عفاش أراد القول لوالده عندما هبط ليقبل ركبته: أنا آسف يا أبي، آسف جداً، آسف لأني تركتك كل هذه السنوات وسببت لك الحزن!
رغم أن أي ولد سيقول: لماذا تركتني يا أبي كل هذه السنوات؟
ولكنه القائد لم يسمح لولده أن يفعل، أقامه بشموخ، والقائد الأب يقبل رأس الجندي الابن، هذه لحالها لوحة عظيمة عن عائلة قبل قيادة..
ولد يحاول تقبيل ركبة والده ويرفض الوالد ويقبل رأس الولد!
يالله.. ثم شاهدت القائد يضع فل التحرير على رقبة ابنه وبسمته فارقة، وحركته سريعة، وكأن بتلك السرعة يختصر بسرعة فائقة السنوات المتعبات، ما أقدس علاقة العائلة، كل عائلة.
لكن أقدس لحظة ستكون المعجزة، عندما يعلم محمد وعفاش بالإنجاز والمقاومة الوطنية، والقائد.