عن الجريمة التي ابتلعت الدولة
كانت جمعة رجب التي استُهدف فيها الرئيس علي عبدالله صالح وأركان دولته، هي الحريق الذي أشعل الفتنة ومهّد لسقوط الدولة.. كانت الاحتجاجات في الشارع، والصالح يتعامل مع الأمر بحكمة وتروٍّ ويحاول إخماد لهب الغضب الذي سيؤدي بالبلاد إلى التهلكة، ويحذّر من الإمامة المتربصة بصعدة.
جمعة الكرامة البريء منها صالح، وجمعة رجب والضحية فيها صالح، منعطفان قادا البلاد إلى التهلكة.. كان صالح الضحية في كل جمعة وكان خصومه الجناة ربما ضحية لمشروع ظلامي كالذي نعاني منه، فلم يحدث أن توقع صالح النكران والغدر والنكاية مهما بلغت الخلافات فما الذي حدث؟
في ما تسمى جمعة الكرامة، وعلى لهب الجريمة، سقطت صعدة بيد الكهنوت وهلّل ناعق من مخيمات الاعتصامات "الحمد لله سقطت صعدة بيد الثوار"، وبجمعة رجب، رغم تعقّل صالح، سقطت أي بوادر وئام بين الضحية والجاني؛ فالجريمة كبيرة ولم يكن بمقدور صالح التخلي عن حقه القانوني وقد برّأ الشباب من ذلك ولم يطلب أكثر من محاكمة المتورطين في الجريمة، ولكن لقراءة الأحداث يجب أن نعرف كيفية ضياع منفذي جريمة جمعة الكرامة رغم أن ما سُمي "جيش الثورة" خاصتهم قُبض عليهم ومع ذلك ضاعوا ولا ندري من هم وماذا حدث وكيف؟
والذين كانوا يخضعون للمحاكمة بجريمة النهدين قبل عامين قامت الجماعة في صنعاء، الكهنوتية، بإطلاق سراحهم وإرسالهم إلى مأرب!!
صالح بريء.. حاول بكل صور المحاولة إنهاء الكارثة.. فعلوا معه القبائح كلها واستحلوه إلى جامع الله.. والمفترض أن نعي وأن ندرك معنى استهدافه بجمعة رجب؛ يوم دخول الكاهن الأول إلى هذه البلاد، يحيى الرسي، هل كانت رسالة بأنه مع يوم دخول الرسي يسقط اليماني الأخير؟ وهل كان الواقفون خلف الجريمة يدعمون مشروع الكهنة دون علمهم، بل بغباء؟ أم كانوا داعمين لهم حقيقة ومنحوهم البلاد وصنعاء وكل شيء؟
يجب أن نتجاوز كل شيء لأجل المعركة الوطنية، بتسليم المتورطين للقضاء، وهذا حق قانوني لأولياء الدم، والمعروف أنهم في الجزء المحرر.