خلصت الدراسة التي أجراها مركز مكافحة الإرهاب لدى أكاديمية "ويست بوينت" العسكرية الأمريكية إلى أن زعيم الحوثيين عبدالملك الحوثي، ودائرته المقربة من أتباعه لیسوا سوى وسطاء ضعفاء، یعززھم الآن عقد من النصائح والإجراءات الأمنیة الداخلیة التي قدمتھا إیران وحزب ﷲ اللبناني.
 
وأكدت أن الوحدة 340 في الحرس الثوري الإيراني تعمل في اليمن، وأنها المتحكمة فيما أسمتها قوات النخبة لدى الحوثيين.
 
وفي حین شككت 
مؤسسة RAND (استناداً إلى البیانات المتاحة في عام 2010)، في أن قادة الحوثیین یمكن أن یحكموا من خلال "السیطرة الاستبدادیة"؛ ترى الدراسة أن الآلة القسریة المتوفرة الیوم أكثر قدرة بكثیر على قمع المعارضة، وأن حركة الحوثیین تستخدم الآن "عقلیة شمولیة، تطبق منطق القھر والھیمنة تجاه القبائل الشمالیة" التي سمحت بالإخضاع المؤقت للسلطة القبلیة. حتى المتشككون في التدخل الإیراني، مثل ماریك ترانسفیلد یلفت الانتباه إلى "أوجه تشابه قویة في استیلاء حزب ﷲ على بیروت الغربیة في عام 2008 واستیلاء الحوثیین على السلطة في عام 2014، والذي یشیر أیضاً إلى بعض التبادل بشأن الاستراتیجیة العسكریة".
 
الوحدة 340 الإيرانية
 
تحت عنوان "السيطرة العملياتية للوحدات القتالية" بينت الدراسة المشار إليها كيف تُدار مليشيا الحوثي، وعززت ما سبق أن أكدته في محور سابق بأن وزارة الدفاع مجرد هياكل وأن منصب وزير الدفاع شرفي ولا يهم الحاكم العسكري الإيراني بصنعاء في شيء.
 
تقول الدراسة: وفي المجلس الجھادي الحوثي، یوجد مسؤول عملیات ومسؤول مناطق عسكریة، وھذه الأدوار المترابطة بشكل وثیق ضروریة للسیطرة العملیاتیة وتنسیق الحرب متعددة الجبھات، فمسؤول العملیات ھو اسمیًا قائد حوثي یُدعى العمید إسماعیل عوض، ونائبه إبراھیم المتوكل، وھما أكثر أھمیة من رئیس العملیات الرسمي بوزارة الدفاع، اللواء محمد المقداد، وبشكل منتظم، یقود إبراھیم المتوكل غرفة العملیات التي تتبع خطوط المواجھة وتحركات الحوثیین والقوات المعادیة.
 
تضيف: وإلى جانب مسؤول العملیات، ھناك مسؤول المناطق العسكریة الذي یتعامل مباشرة مع القیادات الجغرافیة الرئیسیة- قیادات المناطق العسكریة- لتتبع احتیاجاتھم وتخصیص "عوامل التمكین" لكل مركز موارد عسكریة، مثل الطائرات بدون طیار والصواریخ والقدرات الاستخباراتیة والدروع والمدفعیة، وتشیر معظم الأدلة إلى أن قائد المناطق العسكریة الحالي ھو رئیس أركان وزارة الدفاع مزدوج المھام، محمد عبدالكریم الغماري، ویدعمه مساعد مخفي معروف باسم "سجاد" فقط.
 
تتابع الدراسة: وھناك قوات النخبة الأخرى تحت إشراف مسؤول القوات الخاصة المعروف فقط بـ"أبو فاطمة"، وھي وحدات الحوثیین التي تعتمد بشكل مباشر على دعم الحرس الثوري الإیراني وحزب الله اللبناني، ویرتبط دورھا ارتباطاً وثیقاً بـ"المساعد الجھادي" في الحرس الثوري الإیراني ونائبه من حزب ﷲ، ویبدو أنه یعمل بشكل مباشر مع المجلس الجھادي.
 
وفي إشارة إلى استخدام منشآت مدنية ومنازل مواطنين لأغراض عسكرية، تقول الدراسة: یدیر مسؤول القوات الخاصة شبكة من البیوت الآمنة والمخازن والورش في صنعاء وصعدة حیث یتم تجھیز الأسلحة المستوردة أو حیث یتم دمج المكونات المھربة مع المواد الموجودة داخل البلاد.
 
تحركات الإيرانيين داخل صنعاء
 
ووفق الدراسة، فإن "ھناك مؤشرات على أن لعبدﷲ الحاكم (أبو علي) وجھاز الاستخبارات التابع له مسؤولیات خاصة عن حركة وأمن المستشارین الإیرانیین واللبنانیین، وحدة واحدة من الحرس الثوري الإیراني مرتبطة بالقوات النوعیة للحوثیین ھي الوحدة 340، التي تختص بتمكین نقل القدرات العسكریة إلى القوات الشریكة".
 
وتؤكد أن الفئتين الرئیسیتين من قوات النخبة التي تم تحدیدھا ھما "القوى النوعیة" و"القوات الخاصة"، تنقسم إلى قسمین رئیسیین: القوات الجویة (الطائرات بدون طیار والصواریخ)، یقودھا قائد القوات الجویة الیمنیة وقائد الدفاع الجوي أحمد علي أحسن الحمزي، وھو حوثي من عائلة في صعدة تلقى تدریبات عسكریة في إیران بحسب وزارة الخزانة الأمریكیة، ویدعم الحمزي شاب حوثي سریع الصعود یُعرف باسم "زكریا عبدﷲ یحیى حجار"، وھو متخصص آخر في الطائرات بدون طیار والصواریخ، تم تدریبه في إیران، وینحدر من عائلة في صعدة ویقیم بمنطقة بني الحارث في صنعاء.
 
والفئة الثانیة- وفق الدراسة- ھي القوات البحریة (الألغام والصواریخ والقوارب)، ویقودھا منصور السعدي، وھو قائد حوثي قدیم على ساحل البحر الأحمر منذ عام 2015، وطبقاً لوزارة الخزانة الأمریكیة، فإن السعدي "العقل المدبر القاتل للھجمات ضد الملاحة الدولیة في البحر الأحمر"، وتلقى تدریبات عسكریة في إیران.

أخبار من القسم

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية