العَلَم .. جمهوريةٌ ترفرف في الأجواء والقلوب
منذُ مطلع سبتمبر المجيد يُلاحظُ بدء اهتمام المواطنين برفع الأعلام على أسطح المنازل، وفوق السيارات والدراجات النارية، ومثل ذلك يفعل اصحاب المحلات التجارية الكبيرة والصغيرة، إذ يبادرون بتعليق الأعلام والزينة على ابواب ولافتات محلاتهم.
رفع العلم الوطني تقليد يمني جمهوري متوارث، ألِفَه ويتذكره اليمنيون، ويلتزمون به في كل مناسبة وطنية، ورغم الظروف المعيشية الصعبة، والاوضاع السياسية المضطربة في البلاد إلَّا أن اليمنيين في كل المحافظات لم ينسوا تقليدًا رسخته ٦٠ سنةً من عمر الثورة المباركة ٢٦ سبتمبر، التي أسقطت أصنام الكهانة واحفاد الخرافات أئمة الانحراف.
في المناطق المحررة من مليشيا الحوثي الكهنوتية العميلة لإيران يتصاعد الاهتمام برفع العلم الجمهوري بشكل ملحوظ، ومن خلال مبادرات فردية، استطاعت أن تحفز لمبادرات مجتمعية منظمة تتبناها بعض المكونات الاجتماعية ومنظمات المجتمع المدني، التي بادرت لتعيد إلى الأذهان، مبادرات وفعاليات، كانت تظهر على السطح، في أزمنة الاستقرار والرخاء والتنمية، أزمنة ما قبل المليشيا الحوثية وما قبل ربيع الفوضى والدمار، الذي عصفت احداثه باليمن، وأدخلت البلاد في دوامة الصراعات، وأتاحت فرصة لانبعاث مليشيا الكهانة والخرافات، التي تنتمي لبقايا الأئمة المنحرفين، وتنتهج نهجًا رجعيًّا متخلفًا يؤمن بخرافات وادعاءات تتضاد مع النظام الجمهوري، ويحلمون بعودة أزمنة تقديس الأصنام السلالية، وفرض كذبة الولاية بدلًا عن النظام الجمهوري الذي اختاره الشعب اليمني.
أمّا في مناطق سيطرة المليشيا الحوثية، فيزداد الحنين إلى مشاهدة علم الجمهورية متفردًا بالأجواء، التي لوثتها المليشيا الحوثية التابعة لإيران، بتلك بشعارات زائفة وخرق ملونة بألوانٍ لا علاقة لها بألوان الجمهورية، ولا ترمز بأي شكل للوطن وثوابته ومفردات هُويته، بقدر ما ترمز للنهج الطائفي العنصري السلالي العفن، لهذه المليشيات العنصرية الكهنوتية، التي استبدلت الحفاوة بالمناسبات الوطنية بإحياء مناسبات فردية عنصرية سلالية قذرة، واستبدلت رفع علم الوطن برفع رايات حمراء وخضراء وصفراء ، تحيي بها ومن خلالها مناسبات عنصرية طائفية، لا علاقة لليمن واليمنيين بها.
حاولت وما زالت مليشيا الكهانة تحاول طمس مفردات هوية اليمن، وتجاهل مناسبات الوطن، من خلال الحفاوة بيوم صرخة الخميني، وكذبة الغدير، وعنصرية عاشوراء، وتواريخ ميلاد وهلاك الدجالين، وغيرها من المناسبات التي تقلد من خلالها سلوكيات حوزات الانحراف والضلال، ومرجعيات أصنام إيران، ورغم ذلك لم ولن تستطيع مليشيا الخرافات أن تمحو من ذاكرة اليمنيين مناسباتهم الوطنية، وفي مقدمتها مناسبة قيام ثورة السادس والعشرين من سبتمبر الخالدة، والرابع عشر من اكتوبر المجيدة، الثورة التي أسقطت الطغاة وزيفهم وخرافاتهم، ودحرت الغزاة المستعمرين وعملاءهم.
وبالتزامن مع استهداف مفردات هوية اليمن من قبل مليشيا الكهنوت الحوثية، يحاول بعض الجهلة محاكاة هذا النهج من خلال استهداف مكونات ومفردات ورمزيات وطنية، ومن ذلك استهداف العلم الوطني، بجهل او بسوء تقدير، ورغم ذلك سيبقى العلم الجمهوري واحدة من اعظم الرمزيات الوطنية، التي يعتز بها كل يمني، ويعبر من خلالها عن حقيقة انتمائه لليمن الجمهوري، الذي لم ولن يستكين للطغاة والغزاة والدجالين.
وسيظل العلم الوطني جمهوريةً ترفرف في أجواء اليمن، وفي قلوب أحرار اليمن.