تدق قرية الموجع بمديرية الوازعية غرب محافظة تعز ناقوس الخطر إثر تفشي مرض السرطان بشكل مقلق في أوساط السكان؛ فبعد إصابة عشرين شخصًا، لجأت جهات مختصة إلى عملية فحص المياه لمحاولة معرفة الأسباب؛ غير أن الوقت يمضي ويحصد معه أرواحًا قتلها عُسر الحال وقلة الحيلة، دون أن تصل النتيجة بعد.
 
تقديرات لإحدى المنظمات تشير إلى وجود مادة الزرنيخ المشعة في مياه الشرب، ربما تكون سببًا رئيسيًا لتفشي السرطان؛ لكن التقدير العشوائي يضع السكان بين مطرقة العجز وسندان الانتظار ومباغتة الأجل هي الأقرب لأي تصور يوضع في هذه القرية المنكوبة.
 
 معاناة ليست وليدة اللحظة 
 
 مطلع التسعينيات من القرن الماضي سُجِّلت حالات إصابة بمرض السرطان، بالأسماء والأعوام يحصي علوي- ناشط من أبناء المنطقة- في حديثه لـ"2 ديسمبر" حالات رحلت وبقي أثر مغادرتها الحياة قصة تنتظر كتابة نهاية مشابهة.
 
 وفي غوص أوسع لعلوي في تفحص ملفات الحالات المصابة يجد "أن إصابة المثانة والكبد وهي إصابات ناتجة عن السرطان بما فيها من مضاعفات البلهارسيا"، مؤكدًا توثيق هذه الحالات لعرضها على أي جهة يهمها تتبع خيوط المأساة.
 
المياه المكشوفة مشكلة تتهدد الأهالي
 
تُعد قرية الموجع البالغ سكانها 500 نسمة إحدى قرى عزلة الظرّيفة، ثاني أكبر عُزل الوازعية، حيث يعتمد السكان على شرب مياه مكشوفة من أحد الجبال في المنطقة. 
 
مكتب الصحة والسكان في الوازعية ما زال منتظرًا نتائج الفحوصات قبل إصدار أحكام مسبقة حول الأسباب، ولا يأخذ تقديرات وجود مواد سامة في مياه الشرب عند محمل "الفزع".
 
 رباش البوكري، مدير مكتب الصحة العامة والسكان في المديرية، يقول لوكالة "2 ديسمبر" إن مكتبه يقتصر دوره على الجانب التثقيفي في إرشاد السكان حول مخاطر شرب المياه المكشوفة، وحث السلطات والمنظمات على مساعدة الأهالي في توفير مياه نقية تجنبهم مخاطر الإصابات المتعددة.
 
فيما يرى سند الهلمي، مدير الوحدة الصحية في المنطقة، أن فرضية احتواء الماء الذي يشربه الأهالي على مادة الزرنيخ المشعة تبقى مجرد أقاويل بحاجة لإثبات علمي، لكن تسجيل هذا العدد في هذه المنطقة دون غيرها بحاجة لبحث علمي رصين.
 
 صعوبة في التشخيص المبكر 
 
يؤكد سند الهلمي، في سياق حديثه لــ"2 ديسمبر"، أن أغلب الحالات المصابة أكدتها الفحوصات في مركز الأورام، فيما يقتصر دور الوحدة الصحية في المديرية فقط على التوثيق والإحصاء لانعدام الإمكانيات التي تساعد على تقديم الحلول الممكنة. 
 
لا شيء غير المناشدة يستطيع الهلمي إيصالها لمجلس القيادة الرئاسي والسلطات المحلية في المحافظة والمنظمات الدولية العاملة في تعز، بسرعة التحرك إلى العمل على مساعدة سكان المنطقة وتوضيح هذه الحالة الخطيرة، إضافة إلى توفير مياه صحية من خلال مشروع يوفر على السكان العناء والمخاطر التي تهدد حياتهم؛ كون الأهالي والحيوانات- حاليًا- يشربون من نهر واحد.

أخبار من القسم

تطورات الساعة

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية