حوار| مدير عام بيحان لـ"2 ديسمبر": تطبيع الحياة يسير بوتيرة عالية ولدينا العديد من الخطط والمشاريع
بخطوات حثيثة تحاول بيحان لملمة جراحات الحرب التي فرضتها مليشيا الحوثي الإرهابية عليها، وتبذل قيادة المديرية والمحافظ جهوداً جبارة لإعادة تطبيع الحياة وإحداث نقلة نوعية في الخدمات والبنى التحتية.
بيحان واحدة من بين ثلاث مديريات في محافظة شبوة عانت من ويلات الحرب قبل تحريرها منتصف يناير الماضي على أيدي أبطال القوات المشتركة ممثلة بألوية العمالقة.
وتعيش بيحان -التي تعد أكبر مديريات شبوة من حيث الكثافة السكانية، وفيها ثاني أكبر مدينة بعد "عَتَق" عاصمة المحافظة- عهداً جديداً يسوده الأمن والاستقرار والتنمية والرخاء في ظل الاهتمام والرعاية اللذين توليهما قيادة المحافظة ممثلة بالمحافظ عوض الوزير، ومثابرة وجهود مديرها العام محمد أحمد شيخ الفاطمي، الذي جاء تعيينه قبيل إعلان تحرير المديرية من دنس المليشيا السلالية.
وفي لقاء أجرته معه وكالة "2 ديسمبر"، ينبّه الفاطمي: لم نأتِ لاجتثاث أو إقصاء أو تهميش أحد، بل نسعى إلى أن يظل العمل والإنجاز هو القاسم المشترك بيننا وبين الجميع.
انضباط وعمل
استطاع الفاطمي، بخبرته الإدارية، تجاوز الكثير من تبعات الحرب وإعادة تطبيع الأوضاع في المديرية في زمن قياسي.
ويقول مدير عام مديرية بيحان: بعد دحر المليشيا الحوثية عملنا على تفعيل جميع المرافق الحكومية، المدنية والأمنية، باستدعاء قياداتها وموظفيها، ونفذنا نزولات ميدانية على المكاتب التنفيذية لتعزيز الانضباط الوظيفي.
ويضيف: ركزنا في المقام الأول على الجانب الأمني، وبتضافر جهود الجميع واهتمام كبير من المحافظ ابن الوزير تمت إعادة هيكلة القوات الأمنية وتوزيعها وتزويد المديرية بأربعة أطقم مع أسلحتها.
ويرى الفاطمي أن تأخر رواتب أفراد الأمن لعدة أشهر، وعدم وجود موازنات تشغيلية للمرافق الحكومية، يعد من المشكلات المشتركة بين بيحان وغيرها من المديريات، لكنه يؤكد أن دعم المحافظ جعل الأمور تسير بشكل أفضل.
وفي إطار التخفيف من معاناة المواطنين بعد حرب المليشيا الحوثية وما خلفته من أوضاع اقتصادية صعبة، يقول الفاطمي إن قيادة المحافظة بذلت جهوداً مكثفة لاستقدام واستقطاب المنظمات الإغاثية التي قدمت المساعدات وساهمت في حلحلة الأوضاع الإنسانية.
وثيقة صلح
ولتسريع وتيرة جهود تطبيع الأوضاع قامت قيادة المديرية بتفعيل دور المجتمع في حماية وتطوير بيحان، وعُقدت لقاءات مكثفة مع الشخصيات الاجتماعية وطلبة العلم والمثقفين، يضيف الفاطمي:
"تكللت اللقاءات القبلية والاجتماعية بوثيقة اتفاق وقع عليها أكثر من 90%، تتضمن عقد صلح قبلي شامل بين القبائل التي ابتلاها الله بالثأر، ومنع أو الحد من إطلاق النار العشوائي في مختلف المناسبات، ومكافحة المخدرات بأنواعها وأشكالها، وتم تكليف القيادة الأمنية بتنفيذها.
كما تم -والكلام للفاطمي- إنشاء غرفة عمليات مشتركة تضم قوات الأمن، ودفاع شبوة وقوات العمالقة، ضبطت كثيراً من الأمور ذات الطابع الأمني، في المديرية.
يشير الفاطمي إلى أن تعيينه مديراً عاماً للمديرية في وقت كانت معركة التحرير دائرة، جعلت أولوياته تركز على تطبيع الحياة وإحلال الأمن والاستقرار وإعادة عمل مشاريع الخدمات للمواطنين.
ويؤكد أن الاستقرار والوضع الأمني الراهن ساهما في تنشيط الحركة التجارية والاستثمارية والنهضة التنموية، وكان للمغتربين من أبناء المديرية دور فاعل فيها.
وينوه الفاطمي إلى أن قيادة المديرية تعمل، مع حركة النمو العمراني، التي تعد أحد أشكال النشاط الاقتصادي القائم؛ على إيقاف البناء العشوائي لتجنب المشكلات الحالية والمستقبلية.
ويواصل: عشوائية البناء بالمديرية انعكست سلباً على تنفيذ العديد من المشاريع الخدمية التي من أبرزها شبكة الصرف الصحي، ومد شبكات الضغط العالي للتيار الكهربائي التي تمر على أسطح بعض المنازل.
مشاريع مستقبلية
يتابع "ما تزال مديرية بيحان تفتقر للعديد من الخدمات أهمها ربط المديرية بالكهرباء الغازية من حقل جنة هنت، لا سيما أن الربط لن يكلف كثيراً، لأن المسافة لا تتجاوز 43 كيلومتراً، الأمر الذي وضع عملية الربط الكهربائي على رأس أولويات قيادة المديرية، نظراً لما يمكن أن تحدثه من منعطف سيعزز بشكل كبير الجهود في المزيد من تحفيز النشاط الاقتصادي.
وفي المجال التعليمي والشبابي يشير الفاطمي إلى أن قيادة المديرية عكفت على وضع الدراسات لبناء مدارس متكاملة، تتكون كل مدرسة من 14 فصلاً، تستوعب الأعداد الهائلة للطلاب في المدن الكبيرة مثل العليا وموقس والحرجة، "وتلقت المديرية وعوداً من المحافظ بتمويل وتنفيذ المشاريع". بجانب مساعيها إلى إنشاء مبنى لكلية التربية، ومقر لنادي ريدان الرياضي وإيجاد ملعب رياضي معشب.
ولفت إلى أن الخطط المستقبلية تتضمن إنشاء جسور مُعلقة تربط الضفة الشرقية لوادي بيحان بمدينة العليا، وجسر معلق يحل محل السلبة في الدهولي لتفادي انقطاع المواصلات في أوقات تدفق السيول، وجسر آخر يربط بين قرية العطق وقرية المحالة.
وتحتاج المديرية، بحسب الفاطمي، إلى عقد دورات تنشيطية في مختلف المجالات الإدارية والأمنية لتأهيل الشباب الجدد ليتمكنوا من تأدية مهامهم وأعمالهم على أكمل وجه.
زراعة واعدة
نظراً لكون وادي بيحان من أفضل الأودية على مستوى اليمن من حيث خصوبة أرضه، وإنتاج المحاصيل الزراعية المتعددة، وذات الجودة العالية، فإن قيادة المديرية وفي إطار جهود تطوير قطاع الزراعة تسعى إلى إنشاء حواجز مائية لوادي "خر" للاستفادة من مياه السيول في ري المحاصيل وتغذية الآبار. وفقاً لمدير عام مديرية بيحان محمد الفاطمي.