أركان المعركة الوطنية لاستعادة الدولة ودفن خرافة الولاية
معركتنا ليست مجرد سياسة بل معركة وجود وطني.. بهذه العبارة لخص العميد طارق صالح معركتنا الوطنية لاستعادة الدولة وتحقيق السلام العادل والشامل والمستدام
نعم، هي معركة وجود وطني، يجب على الجميع فهم هذه اللمحة الكاملة عن نوعية هذه المعركة، نوعية مختلفة؛ فنحن لا نختلف مع الحوثي على هوامش ولا تفاصيل، خلافنا معه وجودي، نكون أو لا..
بتغريدته، ركّز العميد طارق على أركان المعركة وأسس كل معركة وجودية، وبنية كل ملحمة مختلفة كل الاختلاف عن المعارك الصغيرة؛ فنحن لا نختلف مع الحوثي على آليات الحكم والسلطة والتشارك، بل نختلف معه على كيفية الوجود؛ فهو يريد وجوده الكامل بحساب فنائنا الكامل والحديث عن السلام بتلك الطريقة ضحكة مجلجلة بوجه الحقائق الكبيرة، والشهداء.
لكل شيء أربعة أركان، وأهم أركان هذه المعركة أربعة وضحها القائد طارق بكلامه وهي:
- الجهد الواحد: أي تكامل الجهود بجهد واحد يصب في قلب المعركة الوطنية
- تضافر الفكر: وهذه هي المعركة الفكرية؛ فلكل معركة أساسها الفكري وتقوم على مادة فكرية، وهذا ما ركز عليه القائد طارق بتغريدته وكل بندقية محشوة بفكرة.
- تعاون المختلفين: تعني هذه أن هناك فرقًا بين العدو والمنافس، وبين الاختلاف وغيره؛ فنحن في الجبهة الجمهورية نختلف حول طريقة إدارة معركة، وهذا اختلاف مستحب يؤدي إلى نتيجة، بشرط أن يتواجد السقف الأعلى للغاية النبيلة وهي التحرير؛ فالاختلاف جائز ولكن بما يخدم القضية، وهنا يجب التركيز على نقطة مهمة وهي الفرق بين الخصم والمنافس؛ فالحوثي خصم وجودي، لكن التنافس الحاصل بين المكونات الجمهورية سُنّة كونية من سنن التدافع، إذ إن الجميع لديهم هدف واحد وهو استعادة الدولة ودفن خرافة الولاية ، ويحدث التنافس في كون كل طرف يريد أن يقضي هو على مشروع الحوثي ويحوز شرف النصر وبآليته، وهنا خُلق التنافس، ولا يجب أن يطغي هذا التنافس على حقيقة أن العدو واحد وألا يتم نسيان العدو لصالح مجابهة المنافس، فالمنافس غير الخصم.
- نقاش المتفقين: هذا هو الركن الرابع الذي تحدث عنه القائد طارق في تغريدته، وأن نقاش المتفقين هو الأهم لحصد نتائج كل الأركان السابقة؛ فالاتفاق لا يعني استثناء طرف على حساب طرف، ويجب أن تُحسم كل بؤر الخلافات والمنافسات بالنقاشات، والمجلس الرئاسي قائم على هذه النقطة ودون هذه سيفشل، والحليم تكفيه الإشارة.
أكمل القائد طارق تغريدته بما يغفل عنه الجميع، الشهداء وهم بالآلاف، كذلك الأسرى، وكأني به يريد القول: الحديث بشأن السياسة لا يعني أن ننسى الشهداء والأسرى؛ فالشهداء زيت المعركة، مشاعل التحرير، وأن خطاب السياسة يجب أن يرافقه خطاب قوي جبار ينزع للبندقية.
للعودة إلى بداية التغريدة، بدأها القائد بقوله: معركتنا ليست مجرد سياسة بل وجود وطني.. واختتم تغريدته بالقول: يجب أن نجدد المعركة في قلوبنا وعقولنا لتحيا اليمن.. هذا الإيضاح المهم والشفاف والجلي من قائد بحجم طارق خلفه جيش وشعب، ومن عضو مجلس القيادة الرئاسي، يعيد للناس إيمانهم، ويقول لهم كل شيء.
هذه هي أدبيات المقاومة الوطنية، صلب المعركة الوطنية، مبادئنا نحن الذين نمضي بهدى قائد يدرك واجبه، ونفديه بألف روح.