ولي العهد السعودي يضع محددات المرحلة في أعمال قمة جدة للأمن والتنمية
انطلقت بمدينة جدة السعودية، اليوم، أعمال قمة (جدة للأمن والتنمية) برئاسة ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء السعودي صاحب السمو الملكي الامير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود.
وقال ولي العهد في كلمته خلال الافتتاح بحضور قادة ورؤساء وفود دول مجلس التعاون الخليجي والولايات المتحدة الأمريكية والأردن ومصر والعراق" أن المنطقة والعالم تواجه تحديات مصيرية تستدعى مواجهتها بتكثيف التعاون المشترك في إطار مبادئ ميثاق الأمم المتحدة التي تقوم على احترام سيادة الدول وقيمها وعدم التدخل في شؤونها الداخلية واحترام استقلالها وسلامة أراضيها"..معرباً عن امله في أن تؤسس هذه القمة لعهد جديد من التعاون المشترك لتعميق الشراكة الاستراتيجية بين دولنا والولايات المتحدة الأمريكية.
واضاف " أن تعميق التعاون بين دولنا يأتي لخدمة المصالح المشتركة وتعزيز الأمن والتنمية في هذه المنطقة الحيوية للعالم أجمع"..مشيراً الى أن التحديات الكبرى التي يتعرض لها العالم مؤخرا بسبب جائحة فيروس كورونا ، والأوضاع الجيوسياسية تستدعي المزيد من تضافر الجهود الدولية لتعافي الاقتصاد العالمي وتحقيق الأمن الغذائي والصحي.
ولفت الى إن التحديات البيئية التي يواجهها العالم حالياً وعلى رأسها التغير المناخي وعزم المجتمع الدولي على إبقاء درجات حرارة الأرض وفقا للمستويات التي حددتها اتفاقية باريس تقتضي التعامل معها بواقعية ومسؤولية لتحقيق التنمية المستدامة ..مؤكداً ان تبني سياسات غير واقعية لتخفيض الانبعاثات من خلال إقصاء مصادر طاقة رئيسية دون مراعاة الأثر الناتج عن هذه السياسات في الركائز الاجتماعية والاقتصادية للتنمية المستدامة وسلاسل الإمداد العالمية سيؤدي في السنوات القادمة لتضخم غير معهود وارتفاع في أسعار الطاقة وزيادة البطالة وتفاقم مشكلات اجتماعية وأمنية خطيرة بما في ذلك تزايد الفقر والمجاعات وتصاعد الجرائم والتطرف والإرهاب.
واكد ولي العهد السعودي، على أهمية مواصلة ضخ الاستثمارات في الطاقة الأحفورية والتقنيات النظيفة وتشجيع ذلك على مدى العقدين القادمين لتلبية الطلب المتنامي عالميا مع أهمية طمأنة المستثمرين من السياسات التي يتم تبنيها وأنها لا تشكل تهديدا لاستثماراتهم لتلافي امتناعهم عن الاستثمار وضمان عدم حدوث نقص في إمدادات الطاقة التي من شأنه أن يؤثر على الاقتصاد العالمي.
وقال "ستقوم المملكة بدورها في هذا المجال حيث أنها أعلنت عن زيادة مستوى طاقتها الإنتاجية إلى 13 مليون برميل يوميا وبعد ذلك لن يكون لدى المملكة أي قدرة إضافية لزيادة الإنتاج" مبينا ان مستقبل الطاقة الذي ننشده يتطلب تبني رؤية واضحة وأولويات لتحقيق الأمن والاستقرار والازدهار وترتكز على الاحترام المتبادل بين دول المنطقة وتوثق الأواصر الثقافية والاجتماعية المشتركة ومجابهة التحديات الأمنية والسياسية نحو تحقيق تنمية اقتصادية شاملة"..داعياً إيران باعتبارها دولة جارة يربطنا مع شعبها روابط دينية وثقافية إلى التعاون مع دول المنطقة لتكون جزء من هذه الرؤية من خلال الالتزام بالشرعية الدولية وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى والتعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية والوفاء بالتزاماتها في هذا الشأن.
واضاف ولي العهد "إن رؤية المملكة لتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة قد دعمت جميع الجهود الرامية للوصول إلى حل سياسي يمني - يمني وفقا للمرجعيات الثلاث كما بذلت المملكة مساعيها لتثبيت الهدنة الحالية وسوف تستمر في تقديم المساعدات الإنسانية للشعب اليمني".
وأكد أن ازدهار المنطقة ورخائها يتطلب الإسراع في إيجاد حل شامل وعادل للقضية الفلسطينية وفقا للمبادرات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية..معرباً عن سعادته بما يشهده العراق مؤخرا من تحسن في أمنه واستقراره بما ينعكس على شعبه بالرخاء والازدهار والتفاعل الإيجابي مع محيطها العربي والإقليمي مشيدا توقيع اتفاقية الربط الكهربائي بين السعودية والعراق وكذلك دول مجلس التعاون الخليجي بما يسهم في توفير حاجة العراق من الكهرباء..مشيراً الى مشاريع الربط الكهربائي الجاري تنفيذها بين المملكة العربية السعودية والعراق