على كرسي متحرك يسير الطفل اليمني لقمان الرمّاح (16 عاماً) متنقلاً بين مدرسته ومنزله المبني من القش والقماش مع أسرته النازحة في مدينة مأرب.

 
أواخر العام 2017 أُدرج لقمان ضمن قائمة أطفال اليمن المعاقين كضحايا مدنيين للحرب الدائرة في البلد منذ أكثر من سبع سنوات.
 
في العاشرة صباحًا استهدفت مليشيات الحوثي منزل رماح بصاروخ نوع كاتيوشا لحقه نهار دامٍ بقصف مكثف استهدف المدينة بعشرات الصواريخ.
 
دمَّر المقذوف منزلاً كان يسكنه لقمان وأسرته، ونُقل لقمان مغمىً عليه إلى مستشفى مأرب من قِبَل جيرانه، وأصيب نصفه السفلي بشظايا قاتلة أعاقته إلى اليوم.
 
سبع سنوات ولقمان لم يحضَ باهتمام منظمات إنسانية أو جهات معنية للتكفل بعلاجه وإعادة قدمه إلى طبيعتها بعمليات جراحية خارج البلد.
 
يقول لقمان لوكالة "2 ديسمبر"، إنه بعد مرور خمس سنوات كاملة ما زال يبحث عن دواء وأموال مقابل إجراء عمليات ضرورية لإعادة قدمه للتعافي.
 
"قطعت بعض الشرايين وهشاشة في مفصل القدم وتحتاج عمليات في مصر وأنا غير قادر ولا أسرتي على تحمُّل تكاليفها بعد ما دفعنا كل ما نملك في علاجات سابقة"، يقول لقمان.
 
لقمان ومئات من الأطفال والمدنيين الذين وقعوا ضحايا للحرب يعانون ويتحملون تكاليف أدويتهم وعلاج جراحهم التي أدمتها حرب المليشيا الحوثية الإرهابية.
 
الناشط الحقوقي ورئيس منظمة حماية بمأرب علي التام، قال إن "ضحايا الحرب من المدنيين يواجهون مشكلات مماثلة لما يواجهه لقمان".
 
صندق لعلاج ضحايا الحرب 
 
وأضاف التام في تصريح لـ"2 ديسمبر"، من المفترض أن تخصص المنظمات الإنسانية برامج حماية تكون متخصصة في مثل حالة لقمان.
 
وأشار إلى ضرورة تمويلها تمويلاً كافياً لتغطية الإشكالية، بعكس ما هو حاصل من إهمال وتمويل بسيط لهذا الجانب، حسب التام.
 
وقال إنه من المهم أن تشكل المنظمات الأممية والدولية صندوقاً طارئاً لعلاج ضحايا الحرب المدنيين في اليمن، سواءً ضحايا القصف أو ضحايا الألغام ومخلفات الحرب.
 
100 ألف معاق بسبب الحرب 
 
تقول تقديرات الأمم المتحدة، إن المعاقين في اليمن تجاوزوا 100 ألف معاق بسبب الحرب، فيما سجلت منظمات حقوقية بمحافظة مأرب 365 عملية قصف حوثية استهدفت المدنيين.
 
وبحسب تقديرات الأمم المتحدة، فإن أكثر من 10200 طفل قُتلوا أو شُوهوا في اليمن بسبب الحرب الحوثية الدائرة في البلد.
 
وبحسب إحصاءات مكتب حقوق الإنسان بمحافظة مأرب، فإن وقائع القصف الحوثي الذي استهدف المدنيين بمأرب قتل 578 مدنيًا بينهم 134 طفلاً و42 امرأة.
 
لقمان وأقرانه من الأطفال ضحايا الحرب التي فجّرتها المليشيات في وجه أحلام اليمنيين، ما زالوا يعانون حتى اليوم ويحملون جراحهم وآلامهم وسط تزايد مستمر أو متوقع لأعداد الضحايا إذا ما تعاملت المليشيات الحوثية بشكل إيجابي وعاودت نهجها الإجرامي في إراقة دماء اليمنيين التي لم تجف حتى خلال أيام الهدنة القائمة حاليًا.

أخبار من القسم

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية