"ليت الصباح لا يطلع، ولا يأتينا العيد" بهذه العبارة صدمت الطفلة رنا - البالغة من العمر 10 سنوات - والدها الضعيف أمام طلباتها هي وإخوتها الخمسة، لقد وقف الأب عاجزاً عن شراء الملابس الجديدة لأطفاله الذين لا يحلو معهم العيد إلا بلبس الجديد.

 

يسرد الأب تفاصيل الحوار الذي دار بينه وبين طفلته والدموع تملأ عينيه، ويقول لـ"وكالة 2 ديسمبر": "أوهمت أطفالي خلال أسبوعين بأني أخرج لشراء ملابس العيد وأعود حاملاً الهم فقط، وفي كل يوم يطلب أولادي مني إصطحابهم إلى السوق كما كنت أفعل في السابق إلا أني أتهرب واختلق الأعذار، وعندما رأت طفلتي رنا أن العيد على الأبواب تمنت أن لا يطلع الصباح ولا يأتِ العيد، لأنها ستشعر بالحسرة حين ترى الأطفال يلبسون الجديد وهي لم تلبسه".

 

هذه الأوضاع المعيشية الصعبة جعلت أرباب الأسر اليمنية ينظرون إلى العيد بأنه مصدر هم وكدر بعد أن كان مصدر سعادة وفرح، وفي ذلك يقول المواطن حسين غالب لـ"وكالة 2 ديسمبر": "يأتينا العيد بمزيدٍ من الهموم والأوجاع، فالأطفال يطلبون منا ملابس العيد، والأضحية والحلويات، ونحن غير قادرون على توفير لقمة العيش، لذا فإننا نرى أن العيد كابوساً يجعلنا نذرف الدموع على واقعنا الذي نعيشه والعجز الذي يحاصرنا دون أن نقدر على كسره".

 

في كل يوم تزداد حدة الأسعار في اليمن، وفي ذلك يقول أحد تُجار الملابس بصنعاء لـ"الوكالة" إن أسعار الملابس زادت بنسبة 25% عن ما كانت عليه في عيد الفطر من هذا العام، ويبرر تلك الزيادة السعرية بارتفاع سعر صرف الدولار أمام الريال اليمني، فضلاً عن دفع التُجار الجمارك مرتين إحداها في المنفذ والثاني قبل دخولها إلى السوق والتي تفرضها ميليشيا الحوثي فضلاً عن الابتزاز الذي تمارسه الميليشيا بصورة يومية على تجار الملابس خاصة في موسم الأعياد.

 

بالعودة إلى قصة والد الطفلة رنا، فهو واحدٌ من أصل 22.2 مليون يمني يحتاجون إلى العون الإنساني بحسب بيانات الأمم المتحدة، وفي ذلك يقول أحد المهتمين لـ"وكالة 2 ديسمبر" إن اليمنيين يعيشون واقعاً مريراً تفرضه عليهم ميليشيا الحوثي التي صادرت كافة حقوقهم وتنهب مقدرات البلد دون رقيب أو حسيب، ويؤكد أن ما تمارسه ميليشيا الحوثي في حق اليمنيين هو نزعة انتقامية من شعب رفض حكم الإمامة واعتنق الجمهورية والديمقراطية والحرية مبدأ ومنهاجاً، في حين ترى هذه الميليشيا أن عودة هذا الشعب إلى طوعها لا يأتِ إلا عن طريق القوة والإذلال والاستعباد، وأن تصنع لنفسها الثروة التي تُمكنها من الهيمنة وإعادة مشروعها الكهنوتي المذهبي المقيت.

أخبار من القسم

تطورات الساعة

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية